يشهد سوق العمل تطورات متسارعة نتيجة الطفرة التكنولوجية التي يشهدها العالم في مختلف المجالات، وسط العديد من التحديات الطبيعية والاقتصادية، والتي تفرض واقعا مستجيبا كليا للتكنولوجيا المتطورة والعمل فى اطار الاقتصاد الأخضر لمواجهة التغيرات المناخية.
وكشف تقرير وظائف المستقبل ٢٠٢٠-٢٠٢٥ الصادر عن منتدى الاقتصاد العالمي، عن وجود فجوة بين مهارات الباحثين عن عمل والمهارات التي يحتاجها السوق، وشدد التقرير على أهمية تقليص الفجوة من خلال التعليم المدمج والتعليم طويل الأجل.
وأكد خبراء الاقتصاد أن مجالات البرمجة والتطبيقات التكنولوجية ومهارات التواصل والتسويق والمبيعات من أكثر المجالات طلبا في سوق العمل، مشيرين إلى أن التحديات الاقتصادية التي يشهدها العالم في ظل انتشار الأوبئة وظاهرة التغير المناخي، تفرض عددا من الوظائف المستقبلية متمثلة في التكنولوجيا الزراعية وخبراء البيئة ورواد الأعمال المتخصصين في الاستثمار الأخضر.
قال الدكتور عماد قطارة الخبير المصرفي أن هناك تطور هائل في سوق الوظائف بالقطاع المصرفي، نتيجة تطور بيئة العمل التي أصبحت تعتمد أكثر على التكنولوجيا والمعاملات الإلكترونية، ولم يعد الشكل النمطي لوظائف البنوك يعتمد على خريجي كليات التجارة فقط، بل الواقع الحالي فرض تخصصات لم تكن أساسية من قبل في القطاع المصرفي، وبات المتخصصين في تكنولوجيا المعلومات والبرمجيات والتطبيقات التكنولوجية والمبيعات والتسويق أكثر الوظائف المطلوبة في البنوك إضافة إلى خريجي أقسام الاقتصاد المؤهلين بالمعرفة والمهارات.
وأوضح أن توظيف التكنولوجيا في تقديم الخدمات للعملاء أدى إلى تقليل التعامل المباشر مع الجماهير، وفرض واقع عبر الإنترنت والبرمجيات للتعامل، وهذا يتم تطبيقه ضمن مفهوم الشمول المالي، فتحولت المعاملات البنكية إلى معاملات إلكترونية ومحافظ إلكترونية، لافتا إلى أن وظائف البرمجيات والتطبيقات المتخصصة والمبيعات أصبحت الأكثر طلبا في سوق العمل.
وأكد قطارة على أهمية التوسع في تأسيس أكاديميات تأهيل الشباب والباحثين عن وظائف لسوق العمل الحديث، لافتا إلى أن القطاع المصرفي في حاجة لموظفين ذو مهارات متعددة تجمع بين علوم الاقتصاد والتكنولوجيا والبرمجيات، ومتخصصي مبيعات على دراية كافية بفن التفاوض واتكيت التعامل والاتصال المباشر والغير مباشر باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وغيرها من المهارات التي تمكنه من تقديم منتجات مالية حديثة ومبتكرة للعملاء.
وأوضح د.نزار سامى خبير ريادة الأعمال أن التطورات المتلاحقة للتكنولوجيا أوجدت عالم رقمي متقدم، مما يدفعنا إلى المضي سريعا نحو ثورة صناعية رابعة، تعتمد بشكل أساسي على الأدوات التكنولوجية والتقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي، مشيرا إلى أن هذا ينعكس على سوق العمل بظهور وظائف جديدة لم تكن معتادة من قبل.
وأضاف أن هناك بعدا جديدا من الأبعاد الاقتصادية التي فرضتها الطبيعية، وهو ما يسمى بالاقتصاد الأخضر والاستثمار الأخضر، لافتا إلى أن دول العالم تتوجه الآن نحو التعامل مع التحدي الأخطر للطبيعة وهى ظاهرة التغير المناخي، وانتشار الأوبئة الأمر الذي دفع بتغير نماذج الأعمال لدى العديد من المؤسسات.
وأكد على ضرورة الاهتمام بالتعليم الفني والريادي وربط المنظومة التعليمية بالتطورات الحديثة العلمية والتكنولوجية والاجتماعية والاقتصادية، مضيفا أن التحول الرقمي في كافة القطاعات والخدمات أوجد بيئة عمل متطورة تعتمد على التعليم المتخصص، مشيرا إلى أن من أهم الوظائف التي يتوقع لها مستقبل واعد هي مجالات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبرانى والرعاية الصحية ورواد الأعمال أصحاب المشاريع الإبداعية والمبتكرة، التكنولوجيا الصناعية والزراعية.
وأكد سامى أن هناك العديد من رواد الأعمال المصريين لديهم القدرة الفائقة على التكييف مع ظروف وبيئة العمل من خلال اعتمادهم على مهارات الابتكار والإبداع وسط تحديات اقتصادية وطبيعية، مشيرا إلى أن نشر ثقافة العمل الحر وريادة الأعمال تسهم في تبنى نماذج أعمال مرنة ومستجيبة لأي من التحديات.