زيارة “شكري” لتركيا.. ذوبان لـ جليد القطيعة وترحيل للخلافات

جاءت زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري، إلى تركيا، 27 فبراير الجاري، عقب تواجده في سوريا، لتُثير أسئلة كثيرة حول مدى تقدم العلاقات المصرية – التركية، ودلالات الزيارة السياسية على الأرض، وعما إذا كانت بداية انفراجة حقيقية في الملفات الأخرى العالقة بين القاهرة وأنقرة بعد عشر سنوات من القطيعة.

تفقد المناطق المتضررة

وكان قد اصطحب وزير خارجية تركيا، مولود تشاووش أوغلو، وزير الخارجية المصري سامح شكري، في جولة تفقدية بالهليكوبتر للمناطق المنكوبة بالزلزال، والذي أدى لنتائج كارثية؛ حيث تجاوز عدد ضحاياه في تركيا نحو 44 ألف قتيل.

المساعدات المصرية

وسلم الوزير “شكري”، نظيره التركي، الشحنة السادسة من المساعدات الإغاثية المصرية المقدمة إلى بلاده، بعد أن استقبله الوزير التركي في مطار ولاية أضنة، وعقد الوزيرين اجتماعًا مغلقًا.

وأكد وزير الخارجية التركي، مولود أوغلو، في مؤتمر صحفي، أن عودة العلاقات الإيجابية مع مصر ترسخ لاستقرار المنطقة، مشيرًا إلى أن البلدين سيعملان على وضع خطوات ملموسة لرفع مستوى العلاقات مع مصر، متقدمًا بالشكر لشعب وحكومة مصر.

وقال وزير الخارجية التركى، مولود أوغلو، إن مصر بلد مهم للعالم العربي والدولي والشرق الأوسط بشكل خاص، لافتًا إلى أن وجود الوزير سامح شكري له مغزى كبير جدًا.

رسالة تضامن ومؤازرة

من جانبه أكد وزير الخارجية المصري، أن نظيره التركي أطلعه على احتياجات أنقرة، لمواجهة تداعيات الزلزال، مشيرًا إلى أن الحكومة المصرية والهلال الأحمر ومنظمات المجتمع المدنى، ستعمل على توفير احتياجات للجانب التركى بعد هذا الزلزال المدمر.

وأكد أنه محمل برسالة تضامن ومؤازرة ومواساة للشعب التركي على المستوى القيادة والحكومة والشعب المصري بعد كارثة الزلزال.

تجاوز المحنة

وأردف سامح شكري، أن مصر تعمل بكل جهد لمؤازرة الأشقاء في تركيا لتجاوز المحنة، لافتًا إلى أن المساعدات التي قدمتها مصر أقل ما يمكن تقديمه لمواجهة الكارثة، مؤكدًا على أن المساعدات المصرية تؤكد ما يربط بين الشعبين الشقيقين.

وعلق الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، قائلاً: إن التحركات المصرية الخارجية تعكس عنوانًا رئيسيًا، وهو رسالة تضامن من مصر حكومة وشعبًا مع سوريا وتركيا في مواجهة المحنة الإنسانية الشديدة.

وأكد أن استجابة مصر لتلك المحنة الإنسانية كانت من اليوم الأول لوقوعها، سواء كان بالاتصالات السياسية التي أجراها الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الرئيسين التركي والسوري، للتأكيد على تضامن مصر وتعازيها لضحايا هذا الزلزال المدمر، والتأكيد على حرص مصر على دعم الدولتين الشقيقتين وتقديم كل ما يتوفر من دعم.

وجاءت الخطوة التالية، بالتحرك الفعلي والعملي، من جانب مصر بإرسال عدد كبير من الطائرات والسفن المحملة بالمواد الإغاثية للدولتين، والتي كانت محل تقدير من الجانبين التركي والسوري.

تأثير واضح

من جانبه قال وزير الخارجية المصري الأسبق، محمد العرابي، إن الدولة المصرية لها تأثير واضح في مختلف أنحاء الإقليم سواء عن طريق التعاون مع دولة قطر أو تقديم مساعدات إنسانية لسوريا وتركيا، موضحًا أن هذه الخطوات أمر نابع من خصائص معينة تخص الدبلوماسية المصرية.

ولفت “العرابي” في تصريحات تلفزيونية، إلى أن الشعب المصري دائمًا له مشاعر وخطط للتنمية والتعاون مع الآخرين، مشيرًا إلى أن زيارة وزير الخارجية إلى تركيا قفزة في العلاقات، خاصة بعد كارثة الزلزال، مؤكدًا أن هناك مرحلة جديدة في العلاقات قادمة، ولكن نريد أن نسير مع الخط الرسمي الذي تضعه الدولة المصرية في هذا الملف.

الإبقاء على الملفات الساخنة

ويرى مراقبون، أن زيارة الوزير “شكري” لم تقترب من أي ملف ساخن يشوب العلاقات المصرية – التركية، ووقفت عند حد التضامن الإنساني وتفقد المناطق التي دمرها الزلزال، لكنها انطلاقة لمرحلة أبعد قادمة في العلاقات بين البلدين، وأذابت جليد القطيعة وعدم اللقاء.

ولفت الباحث طه عودة أوغلو، إلى أن الزيارة تأتي ضمن إطار ما صنفه بـ “دبلوماسية الزلازل”، مؤكدًا أن هذه الدبلوماسية أذابت الجليد بين أنقرة والقاهرة، مشيرًا إلى أن زيارة وزير الخارجية المصري تحمل أهمية خاصة، وتأتي بعد أشهر من لقاء جمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بنظيره التركي رجب طيب أردوغان على هامش مونديال قطر في ديسمبر الماضي.

وشدد “أوغلو” في تصريحات تلفزيونية، على أن زيارة “شكري” إلى أنقرة أعادت الدفء إلى العلاقات المصرية التركية من جديد، مشيرًا إلى أن الوزير المصري تجنب الحديث عن السياسة، مفضلا الاهتمام بالجانب الإنساني.

أضف تعليق

Your email address will not be published.

آخر المقالات من عرب تريبيون