جاسم البديوي.. تاريخ دبلوماسي مُشرف دفع لتقلد أرفع منصب خليجي في “توقيت خطير”

تاريخ دبلوماسي مشرف ومناصب مرموقة ورؤية عربية – خليجية واضحة ومتزنة، هي جملة المؤهلات التي دفعت بالدبلوماسي الكويتي جاسم البديوي، لمنصبه الجديد أمينًا عامًا لمجلس التعاون الخليجي، في مرحلة حساسة تمر بها منطقة الخليج بالخصوص، والعالم أجمع، مع احتدام الصراع في حرب أوكرانيا الأكبر في العالم بالوكالة بين قوى عالمية كبرى.

دبلوماسي كويتي مرموق

جاسم البديوي، سياسي ودبلوماسي كويتي مرموق، ولد عام 1968، تقلد عدة مناصب، ولخبرته الدبلوماسية الطويلة، وتاريخه المضيء، جرى تعيينه بدءًا من أول فبراير الحالي. كأمين عام لمجلس التعاون الخليجي خلفًا لنايف الحجرف.

تجربة سياسية ودبلوماسية عريضة

وتكشف التجربة السياسية والدبلوماسية، لجاسم البديوي محطات هامة في تاريخه، وحتى تبوأ منصبه الأخير كأمين عام لمجلس التعاون الخليجي.

ففي عام 1992 انضم جاسم البديوي، لوزارة الخارجية الكويتية، برتبة ملحق دبلوماسي لدى مكتب نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية في دولة الكويت، وبدأ مسيرته السياسية والدبلوماسية رسميًا عام 1993 عندما عين سفيرًا للكويت في اليابان، ومنذ ذلك التاريخ مثّل الكويت في مؤتمرات دولية، كما تنقل في مهام بسفارات الكويت حول العالم، محققا نجاحات كثيرة لفتت الأنظار بأدائه الدبلوماسي.

وترقى جاسم البديوي، بعدها من سكرتير ثان إلى سكرتير أول عام 2004، ثم إلى منصب نائب رئيس البعثة الكويتية لدى الأمم المتحدة. ثم عين جاسم البديوي، سفيرا لدولة الكويت في جمهورية كوريا في الفترة من عام 2013 إلى 2016، ووقتها كان رئيسا لوفد بلاده في اجتماع مجموعة العمل عن سوريا من تنظيم وزارة الخارجية في كوريا، الذي عقد عام 2013.

وتوالت مهامه، وترأس جاسم البديوي وفد الكويت في الاجتماع الطارئ للجنة الاتصال الخاصة الذي نظمه الاتحاد الأوروبي، وفي المجموعة الاستشارية للسياسات الذي نظمه حلف الناتو 2018 بين الحلفاء فيه وأعضاء مبادرة إسطنبول “آي سي آي”.

وكان البديوي كذلك رئيس الوفد الكويتي في المؤتمر الدولي لضحايا العرق والعنف الديني في مايو 2018، وفي منتدى الشراكة الصومالية في يوليو في العام نفسه، وهما مؤتمران نظمهما الاتحاد الأوروبي.

وترأس جاسم البديوي، في فبراير 2018 وفد الكويت في المنتدى الاقتصادي الكويتي “رؤية الكويت 2035”. وفي نوفمبر 2019، كما شارك البديوي في الاجتماع الثاني للمراجعة السنوية لأعمال حلف شمال الأطلسي لدول مبادرة إسطنبول للتعاون “آي سي آي”. وشارك كذلك في اجتماع كبار المسؤولين حول الوضع الإنساني باليمن، الذي نظمه الاتحاد الأوروبي في فبراير 2020، وفي نسخة يونيو 2021 أيضًا.

وطوال مسيرة جاسم البديوي، كانت له مشاركات دولية أخرى، منها عضويته في وفد بلاده باجتماعات الدورة الـ26 للمجلس الوزاري المشترك بين مجلس التعاون لدول الخليج العربي والاتحاد الأوروبي ببروكسل في فبراير 2022، وفي هذا العام عين سفيرا للكويت في الولايات المتحدة الأمريكية.

محطات ثرية

وتكشف المحطات الدبلوماسية، التي تنقل فيها جاسم البديوي، وعمل بها عن تجربة دبلوماسية زاخرة سواء مع الاتحاد الأوروبي أو مع الدول العربية، ودول مجلس التعاون الخليجي أو سفيرا بواشنطن. ليتولى منصبه الأخير كأمين عام لمجلس التعاون الخليجي رسميا في 1 فبراير الجاري، خلفا للأمين السابق نايف الحجرف.

أرفع منصب خليجي

ويعد منصب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي أعلى منصب في الأمانة العامة؛ حيث يتم اختيار الأمين من المجلس الأعلى، الذي يضم زعماء دول مجلس التعاون الخليجي، يعمل فيها الأمين لثلاث سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة.

وهناك مهام كثيرة، منوطة بالأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي، منها إعداد الدراسات لتعزيز التعاون والتكامل بين دول أعضاء مجلس التعاون، مع إعداد تقارير دورية عن أعمال المجلس، ومتابعة تنفيذ القرارات والتحضير للاجتماعات، وغيرها من المهام الحساسة.

تحديات وقضايا شائكة

وفي الوقت، الذي تم تعيين جاسم البديوي أمينًا عامًا لمجلس التعاون الخليجي ثارت أسئلة ضخمة، عن التحديات التي تواجه أحد أهم المنظمات الإقليمية والعربية.

ويرى مراقبون، أن عام 2022، شكل تحولاً مهمًا لمنطقة الخليج العربي، بنجاح دول مجلس التعاون الخليجي في العمل على استكمال مصالحة قمة العلا، لتنهي ثلاثة أعوام ونصف من القطيعة والخلافات، ما يعزز مكانة أنجح تحالف إقليمي عربي في المنطقة.

وكان عام 2022، عامًا خطيرًا وحساسًا في مسيرة التعاون الخليجي؛ حيث شكلت الحرب الروسية الأوكرانية، منعطفًا مهمًا وخطيرًا العلاقات الدولية، ونجحت دول مجلس التعاون الخليجي، في البقاء على الحياد قدر المستطاع في أزمة ساخنة ومشتعلة حتى اللحظة، وحتى لا تحسب على طرف دون طرف.

أمن الطاقة

وشكلت حرب روسيا على أوكرانيا تهديدًا لأمن الطاقة والأمن الغذائي على المستوى العالمي. وشهد العام الماضي توافقًا كاملا في الرؤى الخليجية تجاه هذا الملف.

ومع بدايات العام الجاري 2023، فإن التحديات التي اندلعت في 2022 الماضي لا تزال قائمة، وتمثل هاجسًا وأولوية لدول مجلس التعاون الخليجي.

فالحرب الروسية الأوكرانية، لا تزال ضاغطة والتحديات المتعلقة بالنفط والغاز وأمن الطاقة عالميًا لا تزال مقلقة. علاوة على وجود حاجة ماسة للتنسيق الدفاعي والأمني المشترك، بين دول مجلس التعاون الخليجي، والخشية من امتلاك إيران قدرات نووية، أو تخطي الخط الأحمر في أزمتها مع الغرب والولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما سيؤثر بالضرورة وبشكل مباشر على أمن دول مجلس التعاون الخليجي.

العوائد النفطية

ويضاف لهذا كله، وجود تحديات خليجية، أمام مجلس التعاون الخليجي وأمينه العام الجديد جاسم البديوي، لاستمرار العمل على تنويع مصادر الدخل وتقليص الاعتماد على العوائد النفطية، وزيادة دور ومسؤولية القطاع الخاص بتوسيع توظيف المواطنين فيه ومشاركته في التنمية، ما يعزز تحقيق الرؤى الخليجية.

والخلاصة.. جاسم البديوي أمين عام مجلس التعاون الخليجي، هو الرجل الذي دفعته الأقدار لتولي منصب حيوي وحساس، في وقت شديد الخطورة عربيًا وعالميًا والجميع يثقون في رؤية خليجية مشتركة، عبر المجلس ودولة قادرة على مواجهة مختلف هذه التحديات وعبورها بما يصب في مصلحة دول الخليج والعالم العربي.

أضف تعليق

Your email address will not be published.

آخر المقالات من عرب تريبيون