بعد حديث الرئيس السيسي عن تنمية سيناء.. تطهير «جبل الحلال» ملحمة تروي بطولة الجيش المصري

اكتشاف مخابئ سلاح .. وغرف ذخيرة .. وأجهزة اتصال متصلة بالأقمار الصناعية وأجهزة رؤية ليلية .. وأجهزة مراقبة لقراءة الصورة الجوية.. وملايين الدولارات

الرئيس السيسي: تنمية سيناء تحققت بعد دحر الإرهاب

تكلفة التنمية بسيناء تراوحت بين 40 و50 مليار دولار خلال السنوات الماضية



تتميز سيناء بمكانتها الجغرافية وتاريخها الواسع، فهي البقعة الغالية على أرض الوطن والتي ضحى من أجلها آلاف المصريين، فهي المفتاح لموقع مصر في قلب العالم بقارته وحضارته، ومحور الاتصال بين آسيا وأفريقيا وبين الشرق والغرب، لذلك ينظر إليها العدو بنظرة «المفترس»، نظرًا لموقعها الجغرافي والاستراتيجي.

وتعد سيناء البوابة الشرقية لمصر، و حصن الدفاع الأول لأمنها، وتتميز ببيئتها الثرية بمقومات الطبيعة والجمال، لما تتمتع به من رمال ذهبية، وجبال شامخة، وشواطئ خلابة، ووديان خضراء، ولما تحويه بحارها من كنوز، ولما تحمله أحشاء أراضيها من «نفط ومعادن».

فسيناء هي تاريخ عريق سطرته بطولات المصريين و تضحياتهم الكبرى لحماية هذه الأرض، وعلى مر العصور اعتادت سيناء علي المواجهة والحروب، وأخيرا حربها ضد الإرهاب، من قبل العناصر الإرهابية والتكفيرية الموجودة ببعض المناطق المحدودة بوسط وشمال سيناء، التي تقوم بتحويل التنمية إلى خراب، والأمن إلى خوف وترهيب.

قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، إن كافة أجهزة الدولة يجب أن تكون موجودة في سيناء بعد القضاء على الإرهاب، مشددا على تحرك الدولة بشكل سريع وكبير لكي يشعر أهالينا في سيناء أن الدولة المصرية تبذل قصارى جهدها لتنفيذ خطط التنمية.

وأضاف الرئيس السيسي أن التنمية في سيناء تحققت بفضل الله والجيش والشرطة وأهالي سيناء بعد دحر الإرهاب، الذي كان يعيق التنمية وحياة المواطنين، مشددا على أنه لا توجد حياة بدون أمان، لافتًا أن “إن الحرب ضد الإرهاب لم تنته بعد”.

وأوضح أن تكلفة التنمية في سيناء تراوحت ما بين 40 و50 مليار دولار خلال السنوات الماضية، منبها بأن التكلفة كانت ستتضاعف إذا كنا شرعنا في تنفيذها خلال الوقت الحالي.

من هنا، انتفضت الدولة لتطهير كل شبر على أرض “الأنبياء” من العناصر الإرهابية والتكفيرية والإجرامية الخطرة، وبدء التنمية الحقيقية على أرض «الفيروز»، وعلى الفور، قامت القيادة العامة للقوات المسلحة، بوضع خطة مُحكمة من أجل تطهير سيناء من كل شيء يُهددها، وبدأ ذلك في عملية “حق الشهيد”، عام 2015 ومستمرة حتى الآن.

وكانت العناصر الإرهابية كـ «الجرذان» تختبئ من قوات الأمن، وتحدث عمليات «خسيسة» كل فترة، لأنها غير قادرة على مواجهة جيش نظامي كالجيش المصري، ولكن حققت القوات المسلحة نجاحات «باهرة»، في العامين الماضيين بمواجهتها العناصر الإرهابية والتكفيرية الخطرة.

وفي إطار الخُطة التي وضعتها القيادة العامة للقوات المسلحة، في عملية تطهير سيناء، صدرت الأوامر بالبدء في وضع خطة لاقتحام «جبل الحلال» الذي يقع في وسط سيناء، وتطهيره من البؤر الإرهابية و التكفيرية والعناصر الخطرة، والانتهاء من «الأساطير» التي تتحدث عن الجبل، وتم وضع خُطة، وقامت القوات بالاستعداد لعملية الاقتحام، مدافعين عن أرض وعرض وطن.

سُمّى جبل الحلال بذلك لأنّ كلمة «الحلال» تعني «الغنم» لدى بدو سيناء، فقد كان أحد أشهر مراعيهم، وهي في الواقع سلسلة من الهضاب.

ويقع ضمن المنطقة «ج» بوسط سيناء وهي المنطقة منزوعة السلاح، تتكون أجزاء من جبل الحلال من صخور نارية وجيرية ورخام، وهي منطقة غنية بالموارد الطبيعية، ففي وديان تلك الجبال تنمو أشجار الزيتون وأعشاب أخرى مفيدة، يمتلئ الجبل الذي يشكل امتدادًا لكهوف ومدقات أخرى فوق قمم جبل الحسنة وجبل القسيمة وصدر الحيطان و الجفجافة وجبل الجدي، بمغارات وكهوف وشقوق يصل عمقها أحيانا إلى 300 متر، حيث يبلغ طول الجبل 60 كيلو، وعرضه 20 كيلو و ارتفاعه 1000 متر.

كما يحتوي جبل الحلال على فحم اكتشفه الدكتور درويش الفار ” الجيولوجي” في عهد جمال عبدالناصر، ومن أهم مميزاته الجيولوجية ارتفاعه، الذى يجعل باقي المناطق منخفضة بجانبه، حتى التصوير الفضائي لا يستطيع أخذ لقطات لهذه المنطقة، كما يصعب على أحد دخول جبل الحلال أو معرفة اتجاهاته إلاَّ من قِبَل السكان أنفسهم؛ ويعاني سكّان جبل الحلال من السيول المتجمّعة وسط خانق ذي شكل ضيّق، والتي تتشكّل نتيجة لتجمّع الأمطار بين جبل “ضلفع” الموجود في الجهة الشرقيّة، وبين جبل “الحلال” الموجود في الجهة الغربيّة؛ حيث يقوم أهالي المنطقة بجمع هذه المياه بخزانات، إلاَّ أنّ المنطقة عانت لأعوام من مشكلة الجفاف.

فجبل الحلال هو الأسطورة التي تحدثت عنها الأفلام والمسلسلات والروايات، فهو من «الجبال التي لا تقهر»، لأن الجيش الذي انتصر على العدو الإسرائيلي في نصر أكتوبر 73، قادر على مواجهة جماعات الإرهاب في ذلك الجبل.

ملحمة الجيش في جبل الحلال

بدأت شهرة الجبل في أكتوبر 2004، بعد تفجيرات طابا والتي استهدفت فندق هيلتون طابا، ووقعت هناك اشتباكات بين الشرطة وجماعات متورطة في التفجيرات، وظلّ الجبل محاصرًا عدّة أشهر من قِبل قوات الشرطة في عملية تطهير ومسح شامل للعناصر الإرهابية، وفي عام 2005 حدثت تفجيرات شرم الشيخ التي استهدفت منتجع سياحي بجنوب شبه جزيرة سيناء؛ وفي رمضان 2012 تم الهجوم على الجنود المصريين في رفح، والذي راح ضحيته 16 ضابطا ومجندا مصريًا، تضاربت الأقوال عن هوية منفذي تلك العملية، إلا أنّها سببت رد فعل قوي من الجانب المصري تمثل في ” عملية نسر” وهي العملية العسكرية الأكبر منذ استرجاع سيناء.

وكان جبل الحلال يعد منطقة استراتيجية تنطلق منها العمليات الإرهابية، ومخزنًا كبيرًا للأسلحة والذخائر الخاصة بالعناصر الإرهابية، اتخذت العناصر الإجرامية هذا الجبل موقعًا لتدريب عناصرها، كما يحتمي عناصر تنظيم “داعش” سيناء داخل كهوف في جبل الحلال.

النصر العظيم والقضاء على أكبر وكر للإرهاب

قدم رجال الجيش المصرى أرواحهم فداء للوطن وشهدنا النصر العظيم الذي حققه أبطال الجيش الثالث عن أضخم عمل في القضاء على الإرهاب خلال فبراير ٢٠١٧ باقتحام «جبل الحلال»، والسيطرة على أكبر وكر ومعقل للإرهابيين والتكفيريين.

وقام رجال القوات المسلحة بتدمير مخازن الأسلحة والذخيرة بتلك المنطقة التى اتخذتها الجماعات الإرهابية مأوى لها على مدى سنوات خاضت من خلالها القوات الباسلة حربا ضروسا ضد هؤلاء الإرهابيين المجرمين في شبه جزيرة سيناء.

ونجح الجيش المصري في تدمير أهم نقطة ارتكاز ومعقل وكهوف للإرهابيين، والتى تعد ملحمة وطنية جديدة تضاف إلى الملفات والسجلات المشرفة التى تمتلئ بالبطولات لرجال القوات المسلحة المصرية، والتى قضت على آخر معاقل الإرهابيين في سيناء بعد انتشار الحكايات والأقاويل باستحالة دخول جبل الحلال الذى حصنته الجماعات الشيطانية لكنه في النهاية انهار عليهم وتم دفنهم به.

أضف تعليق

Your email address will not be published.

آخر المقالات من عرب تريبيون