حرب أوكرانيا تدخل عامها الثاني بتصعيد عسكري ومقترح صيني للسلام

9 ملايين نازح وتريليون دولار لإعادة الإعمار

في الوقت الذي وعد فيه الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بأن يكون 2023 هو عام النصر في أوكرانيا، بعد أن اختارت بلاده خلال العام الماضي، المقاومة والقتال وعدم الهروب؛ يموج مسرح الحرب الروسية- الأوكرانية بالعديد من التحركات والسيناريوهات المتضاربة، ما بين مقترح صيني للحل يقع في 12 بندًا، ووعود أوروبية وعبر “الناتو” باستمرار دعم كييف عسكريًا على الناحية الثانية.

الوضع خطير للغاية

ويعترف الرئيس الأوكراني، بصعوبة الوضع العسكري في بلاده على جبهتي الشرق والجنوب؛ حيث يقول: إن الوضع العسكري في جنوب أوكرانيا خطير للغاية، لكن القوات الأوكرانية قادرة على صد الغزاة”، بحسب قوله.

ودخلت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، السبت عامها الثاني، وسط معارك مشتعلة ودامية بين الطرفين وحرب شوارع.

فموسكو تحاول السيطرة على المدن الأوكرانية وإحكام قبضتها، وكييف تواصل تلقي الدعم السياسي والعسكري من الأوروبيين والولايات المتحدة الأمريكية.

صواريخ باليستية

وحدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أهدافًا للعام الثاني للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، مُعلنًا عن خطط لنشر صواريخ باليستية جديدة متعددة الرؤوس عابرة للقارات من طراز “سارمات” هذا العام.

في سياق متصل، اتهمت روسيا أوكرانيا قبل ساعات بالتجهيز، “لغزو” ترانسنيستريا، المنطقة المولدوفية الانفصالية الموالية لموسكو، والتي تنتشر فيها وحدة عسكرية روسية؛ حيث تعهدت بالرد حال حدوث ذلك.

وقالت الدفاع الروسية في بيان لها عبر تليجرام، إن نظام كييف، يكثف الاستعدادات لغزو “ترانسنيستريا”، وذلك ردًا على هجوم مزعوم من روسيا باستغلال أراضي ترانسنيستريا”.

وتابعت وزارة الدفاع الروسية، إنها رصدت تجمعًا كبيرًا للأفراد والمعدات العسكرية الأوكرانية قرب الحدود، ونشر مدافع في “مواقع إطلاق”، و”زيادة غير مسبوقة في تحليق الطائرات المسيرة الأوكرانية فوق أراضي” ترانسنيستريا”، مؤكدة أن الجيش الروسي سيرد بشكل مناسب على الاستفزاز الذي تخطط له أوكرانيا.

قرار أممي

وصوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، عشية مرور عام على الحرب الروسية الأوكرانية، على قرار بانسحاب فوري للقوات الروسية من أوكرانيا، داعية إلى سلام عادل ودائم.

وحصل القرار الأممي، على تأييد 141 صوتًا مقابل اعتراض سبعة أصوات. وامتناع 32 دولة عن التصويت من بينها الصين والهند.

وعلى ناحية أخرى، وفي ظل استطلاعات متزايدة للرأي داخل الولايات المتحدة الأمريكية، تكشف تململ الأمريكيين من استمرار دعم أوكرانيا، وتردد بعض الأصوات داخل الكونجرس، من أن الأمريكيين أولى بهذه المساعدات.

دعم أوكرانيا

وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، إن الولايات المتحدة، قادرة على تقديم المساعدات إلى أوكرانيا، وقادرة على أن تكون قائدة قوية في العالم، وفي الوقت نفسه توفر الدعم لمواطنيها.

وتابع “سوليفان” في تصريحات أذاعتها، قناة cnn، ردًا على مطالب داخل الكونجرس، ومشروع قانون بوقف الدعم الأمريكي لأوكرانيا، والذي وصل إلى نحو 100 مليار دولار حتى اللحظة.

المقترح الصيني

وخلال الساعات الأخيرة، تقدمت وزارة الخارجية الصينية بمقترح من 12 بندًا لتسوية الأزمة في أوكرانيا.

وجاءت أبرز بنود المقترح الصيني، بالتأكيد على ضرورة احترام سيادة كل الدول وتطبيق القانون الدولي، واحترام المصالح المشروعة والهواجس الأمنية لجميع البلدان، ونبذ عقلية الحرب الباردة.

وطالبت الخارجية الصينية، في مقترحها، بضرورة وقف القتل والصراع. وقالت بكين أنه “لا رابح في الصراعات والحروب”، وأنه يجب على جميع الأطراف التحلي بالعقلانية وضبط النفس، وعدم صب الزيت في النار، أو السماح بمزيد من التصعيد وخروج الأزمة الأوكرانية عن السيطرة.

استئناف الحوار المباشر

وشددت الصين، على الحاجة إلى استئناف الحوار المباشر بين موسكو وأوكرانيا في أسرع وقت، وإطلاق مفاوضات السلام، وحل الأزمة الإنسانية وحماية المدنيين والأسرى، وعلى ضرورة الالتزام الصارم بالقانون الإنساني الدولي وعدم استهداف المدنيين والمواقع المدنية، وحماية حقوق الأسرى، والتخلي عن فرض العقوبات الأحادية.

في السياق قال الخبير العسكري المصري، اللواء محمد الشهاوي، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن الحرب الروسية الأوكرانية، خلفت آثارًا كبيرة على جميع دول العالم خاصة من الناحية الاقتصادية.

وأضاف الشهاوي، في تصريحات تلفزيونية، أن الولايات المتحدة الأمريكية، أكثر الدول المستفيدة من الأزمة الروسية الأوكرانية، وأن الدعم الأمريكي لأوكرانيا مدفوع خاصة من الثروات التي تمتلكها كييف منها الحبوب.

9 ملايين نازح

وشدد “الشهاوي”، على أن أوكرانيا دخلت في عملية غير محسوبة، نتج عنها تدمير مقدرات الدولة الأوكرانية، لافتًا إلى نزوح تسعة ملايين أوكراني نتيجة الحرب، مع حاجة أوكرانيا، إلى تريليون دولار لإعادة الإعمار.

وعلق الخبير الاقتصادي، الدكتور فرج عبد الله، قائلاً: إن خسائر العالم جراء الأزمة الروسية الأوكرانية تقدر بخمس تريليونات دولار حتى الآن، مشيرًا إلى أن أوكرانيا تعد خط الدفاع الأول عن أوروبا، والعملية العسكرية سببها الأساسي الاقتصاد.

أضف تعليق

Your email address will not be published.

آخر المقالات من عرب تريبيون