خطاب الحرب وشبح الحرب النووية

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فى خطابه يوم 21 فبراير تعليق العمل بمعاهدة “ستارت” للحد من الأسلحة الإستراتيجية الموقعة مع الولايات المتحدة، واتهم الغرب في خطابه السنوي للأمة باستخدام النزاع في أوكرانيا لـ”القضاء” على روسيا، قائلا إن روسيا تواجه اليوم خطرا وجوديا ومن المستحيل هزيمتها في أرض المعركة، وستتعامل “بطريقة مناسبة” إزاء تحويل الصراع إلى مواجهة عالمية.

وأن الغرب أخرج المارد من القمقم ، مؤكدا أن هو من بدأ الحرب، وإن الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة تسعى “لسلطة غير محدودة” في الشؤون الدولية، في حين حاولت روسيا وتحاول إيقافها، وإن وعود وكلمات القادة الغربيين كانت مجرد ذرائع لكسب الوقت لإعداد أوكرانيا للمواجهة، في حين كانت روسيا منفتحة ومستعدة للحوار وتسعى لضمانات أمنية للجميع بمساواة وعدل، حسب قوله ..، وأنهم تناسوا أن روسيا تستعيد أراضيها ، وأن رئيس اوكرانيا ماهو الا دمية فى يد أمريكا والغرب بعد أقل من إحدى عشر ساعة من الخطاب بوتين يحرك الصواريخ الاستراتيجية النووية بعد خطاب الحرب العالمية والناتو يتجهز لحرب قاسية.

ومن جهه أخرى أعلن رئيس قسم التعاون العسكري الدولي بوزارة الدفاع البيلاروسية، مساعد وزير الدفاع، فاليري ريفينكو ، أن حلف شمال الأطلسي قام بتهيئة الظروف لإنشاء وحدات هجومية في اتجاه بيلاروسيا، لافتا إلى أن مينسك سترد بإجراءات مناسبة.، .

وأشار أن أكثر من 60 ألف جندي أميركي مجهزين بأسلحة هجومية حديثة يتمركزون بشكل دائم في أوروبا، بالإضافة إلى حوالي 34 ألف جندي من الناتو كجزء مما يسمى بتعزيز الجناح الشرقي للحلف والعمليات والمهام الجارية في أوروبا الشرقية، منهم أكثر من 22 ألف يتمركزون مباشرة في بولندا ودول البلطيق.،

ومن جهه أخرى حذر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، الغرب من امتلاكه “أسلحة دمار مختلفة” بعد اتهام زعماء العالم بشن “ابتزاز نووي” على بلاده ..

وإذا تعرضت وحدة أراضي بلادنا للتهديد، فسنستخدم بلا شك كل الوسائل المتاحة لحماية روسيا وشعبنا. هذه ليست خدعة

حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن روسيا من استخدام الأسلحة النووية في الحرب في أوكرانيا. ففي حديثه خلال مقابلة مع شبكة سي بي إس نيوز ، قال إن مثل هذه الخطوة من شأنها أن “تغير طبيعة الحرب في اوكرانيا بشكل لم نشهد مثيلا له منذ الحرب العالمية الثانية” مضيفاً: “سيكون لذلك تبعات”.

من الصعب التنبؤ بالكيفية التي سترد بها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي على استخدام روسيا للأسلحة النووية. قد لا يرغبون في تصعيد الموقف أكثر والمخاطرة بحرب نووية شاملة لكنهم قد يرغبون أيضاً في وضع خط احمر لروسيا.

وقد يتم ردع روسيا أيضاً عن استخدام الأسلحة النووية التكتيكية من قبل قوة أخرى هي الصين

تقول الدكتورة هيذر ويليامز ، الخبيرة النووية في كينجز كوليدج بلندن: “تعتمد روسيا اعتماداً كبيراً على الدعم الصيني

والصين تتبنى عقيدة “لن نكون البادئين باستخدم السلاح النووي”. لذا إذا استخدمها بوتين، فسيكون من الصعب للغاية على الصين أن تقف إلى جانبه. “إذا استخدمها فمن المحتمل أن يخسر صداقة الصين

ونظرة عامة على الأسلحة النووية التي تمتلكها روسيا بالفعل، والدمار الذي يمكن أن تحدثه، وماتملكه امريكا والغرب وفقا لاتحاد العلماء الأميركيين، تمتلك روسيا مخزونا إجماليا للرؤوس الحربية النووية يبلغ 5977، وهو الأكبر في العالم.

في المقابل، تمتلك الولايات المتحدة 5428 رأسا نوويا بينما تمتلك فرنسا 290 رأسا نوويا، بينما تمتلك المملكة المتحدة 225 فقط 90 % من جميع الرؤوس الحربية النووية مملوكة لروسيا والولايات المتحدة.

تقول نشرة علماء الذرة إن الترسانة الروسية تضم 4447 رأسا حربيا، منها 1588 منتشرة على صواريخ باليستية وقواعد قاذفات ثقيلة.

هناك ما يقرب من 977 رأسا حربيا استراتيجيا إضافيا، إلى جانب 1912 رأسا حربيا غير إستراتيجي محتفظ بها في الاحتياط

لصواريخ الباليستية العابرة للقارات مثل (ICBMs) لديها القدرة على الوصول وتدمير المدن العالمية الكبرى مثل لندن أو واشنطن.

يمكن أن تصل الصواريخ البالستية العابرة للقارات إلى سرعة قصوى بعد حوالى 10 دقائق من الإطلاق، مما قد يعني أن إطلاق صاروخ واحد من روسيا يصل إلى المملكة المتحدة في غضون 20 دقيقة فقط.

تعتمد قدرة الأسلحة النووية على التدمير على عدة عوامل منها: البيئة المحيطة بالانفجار وحجم الرأس الحربي وغيرها.ولتوضيح الصورة، عندما ينفجر سلاح نووي بزنة 100 كيلوطن (وحدة قياس الطاقة الناجمة عن الانفجار) فإن الدائرة التي تصل إلى مسافة 1.8 تدمر بشكل كامل، بينما المنطقة التي تقع على بعد 8 كيلومترا تدمر جزئيا، بحسب تقارير أخرى.

ومن المعروف أن السلاح النووي يؤدي إلى انفجار كرة لهب تحرق الشجر والبشر والحجر، ويخلّف إشعاعا يضرب أجساد البشر في مقتل، خاصة إن كانوا في منطقة قريبة.

السلاح النووي الذي استخدم في ضرب هيروشيما في اليابان إبان الحرب العالمية الثانية، كان يزن 15 كيلوطن فقط، وأدت إلى مقتل 140 ألف إنسان، وهذا يعني أن الأسلحة النووية الجديدة قادرة على إحداث دمار يصل إلى عشرات الأضعاف مما حدث في هيروشيما.
ومع ذلك، يقول الخبراء إن العدد الدقيق للرؤوس الحربية والأسلحة غير معروف بسبب السرية المحيطة بالاستراتيجيات والمخاوف الأمنية.

عادت الترسانة النووية الروسية إلى الواجهة، مع تهديد القادة الروس باللجوء إليها تلميحا وتصريحا،ردا على ما يقولون إنه تهديد غربي لبلادهم في خضم الحرب المستعرة في أوكرانيا .

الأمور تتسارع، وهذا التقييد لن يستمر طويلا، روسيا لم تعد تريد مشاركة الغرب في أي شيء
وربما تتغير موازين القوى فى العالم .
وللحديث بقية..

أضف تعليق

Your email address will not be published.

آخر المقالات من عرب تريبيون