في أجواء مشحونة تباعدت فيها مواقف الأطراف ذات الصلة، تتلاشى الآمال يوماً بعد يوم في التوصل إلى اتفاق يوقف إطلاق النار في قطاع غزة، ويحرر الرهائن الذين تحتجزهم حماس منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، رغم التصريحات الأمريكية، التي تتحدث عن ترتيبات لكشف مقترح جديد.
وذكرت القناة الـ 13 الإسرائيلية، مساء أمس الجمعة أن “التقديرات الإسرائيلية تستبعد التوصل إلى صفقة”.
وأشارت إلى مناقشات “استراتيجية” عقدت في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، خلال الساعات الماضية ضمت وزراء ورؤساء الفريق المفاوض، وخلصت إلى أن “من غير المتوقع التوصل إلى صفقة وأن احتمالاتها باتت ضعيفة للغاية، وعلى إثر ذلك تستعد إسرائيل لمواصلة القتال في الشمال والجنوب”.
ونقلت عن مصدر وصفته بالمطلع “لا مفاوضات حالياً مع حركة حماس، هناك محادثات بين الوسطاء وواشنطن لطرح مقترح تسوية، وذلك غير جدي”. وفي سياق متصل، قالت هيئة البث الإسرائيلية مساء الجمعة، إن البيت الأبيض “يؤخر تقديم الخطوط العريضة للمقترح الجديد”، وأشارت إلى شعور “لدى جميع الأطراف بأن فرصة التوصل إلى اتفاق ضئيلة جداً”.
ونقلت الهيئة عن مصادر “كل طرف في المحادثات يرى أن الطرف الآخر غير راغب في إبرام صفقة، وهذا يجعلها مستحيلة”. وأشارت الهيئة إلى أن “حماس تتمسك بعدد الأسرى الفلسطينيين رغم انخفاض عدد المحتجزين لديها”. ونقلت الهيئة عن مصادر عسكرية أن الجيش سيغير طبيعة القتال في الأنفاق لتجنب إلحاق الأذى بالرهائن.
وأصدر الجيش الإسرائيلي تعليماته لسكان الجليل الغربي، وعدد من بلدات الجليل الأعلى على الحدود مع لبنان، بتقليل التجمعات، والبقاء قرب الأماكن الآمنة، والملاجئ.
وفي الأثناء، أظهر استطلاع رأي للقناة الـ 12 الإسرائيلية، أن 60% من الإسرائيليين يعتقدون أن الصفقة أكثر أهمية من البقاء في محور فيلادلفيا، مقارنةً مع 28% يعتقدون عكس ذلك. كما أظهر الاستطلاع أن 61% لا يثقون في بذل الحكومة الإسرائيلية ما في وسعها لإعادة الرهائن.
ويمثل بقاء القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا على حدود قطاع غزة مع مصر، إحدى أبرز نقاط الخلاف العالقة التي تحول دون التقدم في مفاوضات التوصل إلى اتفاق.
ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مصادر مطلعة على سير المفاوضات، أن “رسائل نتانياهو المتضاربة تربك محادثات وقف إطلاق النار”، في إشارة لإعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي أخيراً في أكثر من مناسبة أنه متمسك بالبقاء في هذا الممر، لمنع استخدامه لتهريب الأسلحة لحماس، وهو ما ترفضه الحركة، ومن قبلها مصر تماماً، بينما يبلغ رئيس وفد التفاوض الإسرائيلي الوسطاء أن الجيش سينسحب في نهاية المطاف من المحور.
وفي هذا السياق، تحدث تصريحات مصدر مصري بارز عن “تعنت” رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يظل “عقبة أمام أي جهود للهدنة وإقرار السلام”.
ونقلت “القاهرة الإخبارية” عن المصدر، الذى لم تكشفه، مساء أمس الجمعة، أن “استمرار الفشل العسكري والسياسي الإسرائيلي يدفع حكومة نتانياهو لمزيد من التعنت وإفشال جهود الوسطاء للتغطية على إخفاقها”.
وترى القاهرة، أن تصريحات نتانياهو “تفتقد للواقعية، ويسعى من خلالها إلى تحميل الدول الأخرى مسؤولية فشله في تحقيق أهدافه في قطاع غزة الذي شهد إبادة جماعية. الأشهر الماضية أثبتت أن نتانياهو لا تهمه عودة المحتجزين الإسرائيليين أحياء، طالما ذلك يتعارض مع أهدافه ومصالحه الشخصية”.
ونقلت وسائل إعلام عبرية عن رئيس الشاباك السابق نداف أرغمان: “نحن في طريقنا نحو نظام حكم ديكتاتوري، أنا أخشى على مصير إسرائيل”، وأضاف “محور فيلادلفيا مجرد ذريعة لاستمرار حكم نتانياهو”.
وفي ظل هذه المواقف المتباعدة، ينظر مراقبون بعين الدهشة، لتصريحات مسؤولين في الإدارة الأمريكية،عن تقدم كبير في المفاوضات، خاصةً عندما أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن “التوافق على 90% من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة”.
ويرى مراقبون، أن ما كشف من الجانب الإسرائيلي من تلميحات عقب الاجتماعات الداخلية الأخيرة عن فشل جهود الوساطة، والاستعداد لجولة تصعيد عسكري جديدة في الشمال، سيشعل المظاهرات في الشارع الإسرائيلي، المنادي بضرورة إبرام صفقة فورية تضمن إطلاق سراح من تبقى من الرهائن لدى حماس أحياء، بعد مقتل عدد منهم أخيراً، ولعب حماس بهذه الورقة، ببث مقاطع مصورة لهم، قبل مقتلهم، يناشدون فيها ذويهم زيادة الضغط على الحكومة للتوصل إلى اتفاق.
آخر المقالات من عرب تريبيون
تستعد دنيا سمير غانم، إلى تجربة جديدة من خلال مسرحية “مكسرة الدنيا”. ونشر تركي آل الشيخ،
استقبل سمو ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح حفظه الله بقصر بيان صباح اليوم معالي
وقّعت المملكة العربية السعودية أمس على هامش أعمال الدورة العادية الأولى لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب
أعلنت شركة “ديزني بلس” عن إطلاق مسلسل رسوم متحركة مستوحى من شخصية لاعب كرة القدم الأرجنتيني
أحداث اجتماعية جذابة وممتعة، ونجاحات مُمتدة مع كل موسم جديد، حيث ينتظرُه الجمهور بشغف كبير. فبعد