اجتماعات اللجنة العسكرية الليبية المشتركة بمشاركة المبعوث الأممى عبدالله باتيلي وممثلين عن دول : السودان وتشاد والنيجر. وذلك بعدما استضافت القاهرة اجتماعات القاعدة الدستورية لتصبح القاهرة عاصمة حل (العُقد) اللييية على المستوي السياسي والعسكري وفق تصور (وطنى) يحصّن ليبيا من محاولات الاختطاف والتطويع الاقليمى بعيدا عن منظومة الأمن القومى العربي.
توصل المشاركون بورشة الحوار السودانى المنعقد في القاهرة لتوقيع وثيقة التوافق السياسي وذلك لتشكيل حكومة وطنية غير حزبية بناء على تعديلات هامة تحقق استقرار السودان الذي يمثل أهم عمق استراتيجي للدولة المصرية.
السؤال هنا ما العلاقة بين الحدثين السابقين ؟ وما اهميتهم ؟ الحقيقة إن الحدثين غاية الأهمية لأنهم بيمسوا الأمن القومى المصري بشكل مباشر، وعشان نعرف اهمية الحدثين دول، لازم الأول نعرف ازاي الدولتين (ليبيا + السودان) فيهم مفتاح السيادة المصرية من ٢٠١١ حتى ٢٠١٩ حيث شكّل السودان وليبيا إحداثيات مصيرية في مخططات تطويق مصر وتهديدها أمنيا من الجهتين الجنوبية و الغربية ذلك الحوض العظيم من الرمال الممتد من العوينات حتى سيوة، كان يُراد له أن يكون بوابة لتسلل العناصر الارهابية والسلاح لوادي النيل وسيناء ومثل نظام عمر البشير تهديد قوي بالنسبة لمصر على الرغم من محاولات القاهرة احتواء السودان بكل الطرق وتحول السودان ايام البشير إلى نقطة ترانزيت لنقل الاسلحة والعناصر الارهابية الي ليبيا وخاصة مناطقها الشرقية.
في الفترة ٢٠١١-٢٠١٨ تحولت ليبيا إلى أكبر ساحة لانتشار التنظيمات الارهابية التابعة للشبكة الاقليمية لداعش والقاعدة وكان الهدف الاستراتيجي لرعاة الارهاب: سيطرة التنظيمات الارهابية على الهلال النفطي وتحويل مدن الشرق الليبي (طبرق + درنة + بنغازي) إلى قاعدة هجوم وقيادة متقدمة للتنظيمات الارهابية تمكنها من إدارة عمليات إرهابية لاستهداف الأمة المصرية وتهديد العمق المصري.
وبهذه النقاط يتم تخليق نقاط ضغط شديدة القوة على الدولة المصرية من جهة الغرب والجنوب تُضاف لنقاط ضغطة أخري موجودة في الاتجاه الشمالى الشرقي (بداية من سيناء ووصولا إلى سوريا) والاتجاه الجنوبي الاستراتيجي وصولا لمنابع النيل (اثيوبيا)..لكن ما حدث كان صاعقة على المخطط بأكمله هذا ليس كلامى وإنما وقائع التاريخ القريب اللي شوفتوه بعينكم وما حدث كان كالاتى: اولا سقوط نظام البشير وتباعا انهيار مخططات التواجد عسكريا في سواحل السودان لتهديد مصر (ميناء سواكن).
مثال: إحباط تحول السودان لنقطة ترانزيت لنقل الارهابيين والسلاح لليبيا، بعد تشديد مصر الخناق علي تركيا بدائرة شرق المتوسط، ونجحت القاهرة بتوظيف اليونان كنقطة تأمين أمامية تولت فيها اليونان تفتيش وتعطيل السفن التركية المشبوهة والمحملة بالسلاح.
تطهير كامل الشرق الليبي بحلول يونيو ٢٠١٨ والسيطرة الكاملة من الجيش الوطنى الليبي على منطقة الهلال النفطي ودفع التنظيمات الارهابية في جيوب عسكرية ضيقة بحيث باتت تكلفة إعاشتها مكلفة للغاية حيث اضطرت تركيا لنقل السلاح والارهابيين عبر اسطول من الطائرات المدنية ما فضح موقفها أكثر أمام محيطها الأوروبي.
٢٠٢٠ مصر وضعت خطوط حمراء (شرق المتوسط + سرت الجفرة) لا يجرؤ أحد على تعديها أعنى سواء كانت قوة إقليمية أو دولية لإدراك الجميع أن الضربات المصرية دفاعا عن الأمن القومى تكون بلا هوادة.
* #النتيجه : مصر تؤسس لخطوات لبناء دولة وطنية في السودان وليبيا وتفعل ذلك على مرأي ومسمع من (بريطانيا – امريكا) على وجه التحديد ومعارضه إقليمية مع رباعي تقليدي (تركيا – قطر ايران – اسرائيل).
وايضا هدوء السودان وليبيا وتحولها إلى نقاط ينطلق منها المشروع المصري وليس نقاط يُقوّض من خلالها..فحل ازمتى ليبيا والسودان اصبح في القاهرة وليس في امريكا او تركيا او ايران او اسرائيل او الخليج.
ماذا يعنى ذلك في جغرافية الاقليم؟
مع تسكين جبهة السوادن وليبيا تم تخفيف نقاط الضغط على الدولة المصرية ومع إحكام مصر السيطرة على دائرة شرق المتوسط في حين ظلت نقاط الضغط المفروضة على تركيا وقطر وايران واسرائيل كما هي.
وتأملوا معى الآتى:
*إيران: اقرب نقطة ضغط لديها تقع في اذربيجان على حدودها مباشرة + ضغط تقليدي في العراق.
* تركيا: نقاط ضغطها في اليونان وشرق المتوسط، وارمينيا وسوريا والعراق.
*اسرائيل: نقاط ضغطها على حدودها مباشرة: سيناء بعد تعاظم الكم والكيف للجيش المصري وتكسيره كامب ديفيد ولبنان وسوريا وفلسطين.
والمفارقة ان الثلاثي الاقليم تركيا ايران اسرائيل اراد خنق مصر من اقرب نقطة جغرافية (السودان + ليبيا).. فإذا بمصر تحذف نقاط ليبيا والسودان من مخطط التطويق وتصبح فاعلا في بناء الدولة الوطنية هناك في نفس اللحظة التى تتحول فيها اذربيجان إلى جحيم بالنسبة لإيران وتتحول فيها ارمينيا إلى شوكة في حلق تركيا ويتحول القوس حول اسرائيل لطوق من النار.
ولهذا رأينا مصر في ارمينا واذربيجان بكل اريحية الاسابيع الماضية.
ولهذا نري تحول مصر لعاصمة الحل السياسي لازمات خُلقت بالاساس للنيل منها هذه المكاسب الاستراتيجية التى صاغتها القيادة المصرية ونفذتها.
آخر المقالات من عرب تريبيون
يزور وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي دمشق اليوم الإثنين للقاء القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد
استشهد 7 فلسطينيين وأصيب العشرات في غارة إسرائيلية على منطقة المواصي غرب خان يونس جنوب قطاع
أثار النجم المصري محمد رمضان تفاعلاً واسعاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الساعات الماضية، بسبب سؤال
كشف الفنان المصري تامر حسني، عن ملامح أول دويتو غنائي له مع مواطنه رامي صبري. ونشر
ذكرت تقارير إعلامية أن النادي الأهلي يواصل العمل على تعديل أوضاعه خلال فترة الانتقالات الشتوية. قال