ليس خافياً على أحد الدور التخريبي والتدميري الذي تلعبه إيران خاصة في المنطقة العربية، من خلال دعم ميليشيات مسلحة، وإيجاد كيانات متمردة كذراع لها مثلما عملت على إنشاء ما تسمى حركة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن عام 1983، وقبلها بعام واحد «حزب الله» في لبنان.
فما يقوم به الحوثيون من أعمال تخريبية باليمن، هو مخطط إيراني قديم لتطويق السعودية شمالاً وجنوباً، باعتبارها حائط الصد أمام المشروع الفارسي التوسعي المستند على استخدام الفتنة الطائفية والمذهبية، ودعم الجماعات المسلحة وإشعال الحروب كأساس لتغذية أوهامها الإمبراطورية.
وفي هذا الإطار، تُشكل ميليشيات الحوثي أخطر أذرع إيران في المنطقة، نظراً لتواجدها في خاصرة الخليج، الهدف الأبرز لطهران، وتمثل تهديداً حقيقياً للأمن الدولي، لتواجدها بالقرب من باب المندب، أهم الممرات المائية الاستراتيجية الذي يمر منه ثلثي إنتاج العالم من النفط يومياً.
إعلان مليشيا الحوثي منظمة إرهابية
نظرًا لما يقوم به الحوثيون من عمليات تخريبية تزعزع أمن اليمن والمنطقة العربية، دعا مجلس الوزراء اليمني في اجتماع عقده بالعاصمة المؤقتة عدن، إلى تصنيف ميليشيا الحوثي منظمة إرهابية وحظر الاتصالات معها، وتجفيف منابع تمويلها.
وأكد الوزراء اليمني أن التصعيد الإرهابي الحوثي وإجهاض تمديد الهدنة الأممية ورفض دعوات الحل السياسي، لا يعدو عن كونه إثباتا جديدا، إنها ليست إلا سوى نسخة مشوهة عن النظام الإيراني وأتباعه في المنطقة، لخدمة مصالحه على حساب دماء العرب ومصالح العالم.
ولفت إلى أن التصعيد الحوثي رغم دعوات السلام والتحركات الأممية والدولية من أجله تكشف حقيقة موقفها، مشيرا إلى أن هذه الأعمال الإرهابية تنطوي على إصرار مضاعفة الكارثة الإنسانية التي تسببت بها للشعب اليمني، وتهديد خطير لأمن المنطقة، بل والأمن الدولي والاقتصاد العالمي الذي يتأثر استقرار إمدادات الطاقة.
الدعم الإيراني للحوثيين
وتُتهم إيران عادةً بدعم الحوثيين واحتضانهم، ومن أسباب هذا الدعم هو أن خسائر المملكة العربية السعودية في ميزان القوى الإقليمية تُمثل مكاسب لإيران، بالإضافة إلى إبعاد اهتمام المملكة عن سوريا والعراق بإتجاه اليمنِ، لكونه يُشكل مكسبًا متواضعًا لإيران، وذلك لأن سوريا والعراق يمثلان مخاوف أكبر بكثير لإيران، فوضعها في كِلا البلدين هش للغاية.
وفي هذا الصدد، تدعم إيران ميليشيات الحوثيينَ في اليمنِ، بهدف زعزعة الاستقرار في المنطقة وتكبيد الدول العربية وفي مقدمتها السعودية، خسائر اقتصادية وعسكرية، كما تهدف إيران من الصراعِ في اليمنِ إلى إبعاد أنظار المملكة عن العراق وسوريا حيث توجد المصالح الإيرانية الحقيقية.
بالتخطيط والسلاح.. كيف تدعم إيران ميلشيا الحوثي؟
قال المبعوث الأميركي الخاص باليمن، تيم ليندركينغ، في تصريحات سابقة له، إن دعم إيران لميليشيا الحوثي في اليمن “كبير جدا وفتاك”، مستبعدا رغبة طهران في التوصل إلى حل للأزمة اليمنية.
وطالب المبعوث الأميركي بـ “المساعدة الدولية” لوقف شحنات الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين، مشيرا إلى أنه “من الصعب منع السفن التي تحمل أسلحة من إيران للحوثيين في اليمن”، وأكد على أن دعم إيران للحوثيين “كبير جدا ويتسبب في سقوط قتلى”.
ومن جانبه، أكدت السعودية على أن إيران تزود الميليشيات الحوثية الإرهابية بتقنيات الصواريخ الباليستية والطائرات المتطورة دون طيار، التي تستهدف بها مواقع إنتاج البترول والغاز ومشتقاتهما في المملكة، وهو ما يهدد أمن واستقرار إمدادات الطاقة إلى الأسواق العالمية.
وفي سياق متصل، كشف رئيس الأركان الإيراني، اللواء محمد باقري، في مقابلة سابقة له مع محطة “فونيكس” الصينية تناقلتها الصحافة الإيرانية، عن دعم بلاده للحوثيين.
وأكد أن المساعدة الإيرانية للحوثيين تقتصر على الجوانب الاستشارية والفكرية، وكشف لأول مرة عن أن الحرس الثوري هو الذي أخذ هذه المهمة على عاتقه، نفيًا تقديم دعم عسكري و تسليح جماعة الحوثي في اليمن.
توكل كريمان سلاح الجماعة لتخريب اليمن
قامت الناشطة اليمنية الإخوانية، توكل كرمان، بإغراق اليمن في الفوضى، كما تسعى بتمويل قطري على نقل تجربة الفوضى وسموم الإرهاب إلى عدد من الدول العربية وآخرها تونس.
تبنت كرمان طوال سنوات الحرب باليمن سياسة مناهضة للتحالف العربي والشرعية اليمنية، من خلال نشاطها عبر مؤسستها المعروفة باسمها، أو نشاطها الإعلامي عبر قناة “بلقيس” الفضائية التابعة للتنظيم.
ويرى عدد من المراقبين أن “توكل” لم تحمل يوماً راية اليمن إلى المحافل الدولية أو تزر مخيمات النازحين داخل بلادها أو تقف على معاناة أبناء جلدتها، كما عملت على تورطهم في الفوضى والإرهاب وباعت بلادها لإيران، متسائلين: «هل تستطيع توكل كرمان التحدث عن جرائم إيران في اليمن؟»، بالتأكيد لم تجرؤ على ذلك منذ الانقلاب وحتى اليوم نظراً للعلاقة الوطيدة والتنسيق القوي بينها وبين الملالي.
ووصف المراقبون توكل كرمان بـ «دمية الإخوان» التي تعمل كمنسق بينهم وبين الملالي في طهران، إذ أعلن عدد من العاملين مع توكل تأييدهم للمليشيا من إسطنبول ورغبتهم بالعودة إلى صنعاء.
وفي السياق ذاته، سعت كرمان وأعوانها إلى نقل ما فعلته باليمن لدول أخرى بالوطن العربى، وجاهرت بنوايا مبادرة نشر الفوضى فى المنطقة العربية، فبعد اليمن اتجهت لمحاولة بث سمومها في بلدان عربية أخرى وأعلنت من تونس، أن المرحلة الثانية ستكون من أجل “منظومات الفساد”، لكن تلك المنظومات يتم تفصيل مقاساتها فى الدوحة فقط، بحسب مراقبين، ولا يمكن أن تنطوي على الحكومات الإخوانية.
منّ يمول الناشطة اليمنية؟
كشفت الرسائل الإلكترونية لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، هيلاري كلينتون، عن التمويل الأمريكي لمنظمة صحفيات بلا قيود، والتي تمثل إحدى المنظمات الحقوقية اليمنية وتتلقى تمويلات من المنظمات الأمريكية والأوروبية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والقطاع الخاص والعديد من الجهات المانحة الأخرى.
وأكد مراقبون، أن توكل كرمان مدعومة بالأموال القطرية التي تلقتها لدعم ساحات الاعتصام، و تمكنت توكل من تكوين إمبراطورية خاصة بها في الخارج، وبواسطة أموال الربيع، أسست كرمان قناة “بلقيس” التي تبث من تركيا، بجانب مؤسسة توكل كرمان الدولية المدعومة من الدوحة.
ممتلكات توكل وسكنها بحي الأثرياء في تركيا.. من أين لها هذا؟
بعد أن كانت تعيش “كرمان” حياة متواضعة مع أسرتها في غضون الثورة، أصبح لديها الآن قناة “بلقيس” والتي يعمل فيها أكثر من 60 شخص، وتُبث من تركيا لا يعرف من أين مصادر تمويلها، بالإضافة إلى، مركز توكل للسلام والذي لا يدعمه أي جهة معترف بها، وكذلك مجلس شباب الثورة.
تسكن “توكل” في منطقة «بيزم افلر» حي أثرياء تركيا، حيث يصل سعر الإيجار فقط إلى ألف دولار شهرياً، وأشار بعض النشطاء أنها تمتلك ثلاث بيوت في هذا الحي لا تقل قيمة أحدهما عن 200 ألف دولار.
وهم نوبل للسلام والمطالبة بسحبها منها
إذا بحثت على موقع نوبل للسلام لن تحصل عن أي معلومات حول الناشطة اليمينة توكل كرمان، فكيف حصلت جائزة على نوبل للسلام عام 2011 رغم كل ما يدور حولها من الشوبهات، ومن أين حصلت على أموالها الطائلة رغم زعمها بتبرعها بقيمة الجائزة لصالح صندوق مساعدة الشهداء والجرحى؟.
أمام مخططات كرمان الساعية لتخريب المنطقة، سبق أن أطلقت مؤسسة المرأة العربية حملة دولية في العديد من المدن والعواصم العالمية، بهدف نزع جائزة نوبل للسلام منها، وقالت المؤسسة أن الحملة تهدف إلى شرح وتوضيح طبيعة الدور والممارسات الموثقة لكرمان، التي تتنافى ومعايير وأسس منح الجائزة الدولية المرموقة.
حيث تقوم حاملة نوبل بالعمل ضد وطنها وأمتها، وتحض على دعم الإرهاب ونشر الكراهية والبغضاء بين الشعوب والتحريض بكل وسائل الإعلام على هدم استقرار البلدان العربية.
أخر مخططتها لنشر الإرهاب
نظم نشطاء من الإخوان مؤتمرا بواشنطن حول اليمن، الاثنين الماضي، في تحرك جديد أذرع التنظيم لخلط الأوراق وتدويل أزمة اليمن، وذلك برعاية مركز دراسات في جامعة جورج تاون، ومؤسسة الناشطة الإخوانية توكل كرمان، ومنظمة “الديمقراطية الآن للعالم العربي (DAWN)، الممولة من دول تدور في فلك الإخوان، وداعميهم من القوى الإقليمية.
يرى خبراء يمنيون، أن “مؤتمر واشنطن عن اليمن”، يسعى لتسويق الشبهات وخلط الأوراق وتحميل التحالف والشرعية مسؤولية التداعيات الإنسانية، حيث تنظمه مؤسسة الإخوانية توكل كرمان ومؤسسة أمريكية تعمل مع إيران.
وعن أهداف المؤتمر، أوضح الخبراء أن هناك رسالتين خطيرتين، تتضمن الأولى أن هناك حصارا جويا وبحريا وبريا ونقصا في الغذاء والدواء، وأنه يتم منع أي سفن تدخل اليمن، وهذا منافٍ للواقع.
وأخيرًا، تحمل الرسالة الثانية أنه لا فرق بين الأطراف باليمن، وأن الجميع يرتكبون جرائم إنسانية وجرائم حرب، وهو ما تشتغل عليه مليشيات الحوثي والنظام الإيراني بأنه لا فرق بين الحوثي والآخرين.