ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح.. مسيرة عقود حافلة بالإنجازات

تزخر مسيرة سمو ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح حفظه هللا بسجل حافل من الإنجازات
استمرت نحو أربعة عقود استطاع خلالها تعزيز مكانة الكويت في المحافل الإقليمية والدولية ودفع عجلة التنمية فيها.
وتوجت هذه المسيرة بصدور أمر أميري في األول من يونيو الحالي بتزكية حضرة صاحب السمو أمير البالد الشيخ مشعل األحمد الجابر
الصباح حفظه هللا ورعاه الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح وليا للعهد تاله في الثاني من يونيو أمر أميري بتعيين سموه وليا للعهد وسط
ترحيب شعبي مأل أرجاء البالد.
وقال سمو أمير البالد خالل استقباله سمو ولي العهد “نهنئ سموكم ونهنئ أنفسنا وشعب الكويت الكريم بتوليكم منصب ولي العهد راجين
هللا تعالى أن يوفقكم ويسدد على دروب الخير خطاكم لمواصلة النهضة التنموية لوطننا العزيز وما فيه الخير ألبنائه األوفياء وصالح البالد
والعباد”.
وألقى سمو ولي العهد كلمة في تلك المناسبة خاطب فيها سمو أمير البالد قائال “أعاهدكم بعزم وثبات بأن أكون دوما وافي القسم وحافظ
العهد العضيد المتين والناصح األمين لسموكم متفانيا بخدمة وطني أمينا على مصالحه محافظا على أمنه واستقراره راعيا لقيمه وأصالته
ووحدته مجتهدا في رفعته وتقدمه ملتزما بتعاليم ديننا اإلسالمي الحنيف ومتمسكا بثوابتنا الوطنية الراسخة”.
وشهدت حياة سمو ولي العهد السياسية محطات بارزة وعالمات فارقة أسهمت بشكل كبير في رسم مالمح العمل الدبلوماسي الكويتي
وتحديد مسارات التعاطي مع التحديات الكبرى داخل البالد وخارجها.
ولد سمو الشيخ صباح الخالد في الكويت عام 1953 وتدرج في مدارسها ثم حصل على البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة
الكويت في عام .1977
وبدأت رحلة سموه في المناصب الرسمية في مجال الدبلوماسية والعمل السياسي حين عين بدرجة ملحق دبلوماسي في وزارة الخارجية
عام 1978 وعمل في قسم الشؤون العربية باإلدارة السياسية في الوزارة حتى عام .1983
وخالل الفترة بين عامي 1983 و1989 التحق سموه بوفد دولة الكويت الدائم لدى األمم المتحدة في نيويورك ثم عمل سفيرا لدولة
الكويت لدى المملكة العربية السعودية ومندوبا للبالد لدى منظمة المؤتمر اإلسالمي خالل الفترة من 1995 إلى 1998 حيث شارك
خاللها في اجتماعات المجلس الوزاري لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي وفي االجتماعات الدورية للمنظمة.

وفي عام 1998 صدر مرسوم أميري بتعيين سموه رئيسا لجهاز األمن الوطني بدرجة وزير حيث أمضى سموه ثماني سنوات قبل أن
تنطلق مسيرة سموه في العمل الوزاري عندما عين وزيرا للشؤون االجتماعية والعمل في يوليو عام 2006 ثم في مارس عام .2007
وخالل تسلمه ذلك المنصب الوزاري أسهم سموه في تطوير العمل في وزارة الشؤون االجتماعية والعمل وتعزيز دور قطاعاتها السيما
اعتماد الالئحة الداخلية للقانون الخاص بالرعاية االجتماعية للمسنين ليصبح نافذا على أرض الواقع.
وعين سموه وزيرا لإلعالم في مايو 2008 ويناير 2009 حيث وضع لبنات الرؤية االستراتيجية لإلعالم الكويتي وأرسى دعائم
الحريات اإلعالمية ورعى المشاريع واألنشطة الثقافية ووضع خطة استراتيجية لتوحيد الخطاب السياسي واإلعالمي داخل البالد
وخارجها إضافة إلى رعاية الشباب وتحفيزهم في مجال العمل اإلعالمي.
ومع تسلم الشيخ صباح الخالد حقيبة وزارة الخارجية في عام 2011 شهدت الدبلوماسية الكويتية حقبة جديدة من العمل السياسي المميز
الذي وضع سموه اركانه ليواكب المستجدات الحاصلة إقليميا وعربيا وعالميا.
وعلى مدار ثمانية أعوام من ذلك المنصب الوزاري حرص سموه على رفع اسم الكويت عاليا في جميع المحافل وتصدى للمهام الجسام
المنوطة بذلك المنصب مؤكدا في مناسبات عدة أن الدبلوماسية الوقائية تشكل ركيزة أساسية في السياسة الخارجية الكويتية وأن الكويت
تؤمن بأن الحوار هو أفضل وسيلة لحل النزاعات.
وحرص سموه على دعم مسيرة مجلس التعاون الخليجي حيث أكد في مناسبات عدة أهمية تعزيز مسيرة المجلس وضرورة العمل
المشترك بين الدول األعضاء في جميع الميادين وصوال الى وحدته وتوثيق الصالت وأوجه التعاون القائمة بين شعوبه في مختلف
المجاالت.
وعلى الصعيد العربي لطالما أكد سموه خالل مشاركاته في المؤتمرات العربية ولقاءاته مع نظرائه العرب على موقف الكويت الداعي إلى
دعم التكامل العربي وتوثيق عرى العالقات بين الكويت وشقيقاتها العربية والتعاون البناء معهم لحل المشكالت التي تواجه األمة العربية
والتغلب على التحديات التي تعوق تقدمها وازدهار شعوبها وتهدد أمن المنطقة واستقرارها.
وفيما يخص القضية الفلسطينية أكد سموه في مناسبات عدة حرص الكويت على تأكيد موقفها التاريخي والثابت تجاه دعم تلك القضية
العادلة وضرورة تنفيذ جميع القرارات الدولية الصادرة بشأنها حتى ينال الشعب الفلسطيني الشقيق كل حقوقه المشـروعة في إقامة دولته
المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وانتهج سموه خالل تلك الفترة موقف الكويت الثابت في عالقاتها مع دول العالم المستند الى احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها
الداخلية والتمسك بالشرعية الدولية والحفاظ على األمن والسلم الدوليين والدعوة الى حل وتسوية النزاعات بين الدول عبر الحوار
والطرق السلمية وتحقيق أهداف ومبادئ ميثاق األمم المتحدة.
وبعد أن فازت الكويت بالعضوية غير الدائمة في مجلس األمن الدولي عامي 2018 و2019 ترأس سموه في 21 فبراير عام 2018
جلسة مجلس األمن رفيعة المستوى حول أهداف ومبادئ األمم المتحدة التي دعت اليها الكويت وحذر فيها سموه من انتهاكات لمبادئ
األمم المتحدة بشكل صارخ إلى درجة تزعزع األمن الدولي بأسره.
وفي 11 يونيو من عام 2019 ترأس سموه جلسة لمجلس األمن اعتمد فيها المجلس باإلجماع مشروع قرار كويتي حول األشخاص
المفقودين في النزاعات المسلحة يهدف إلى دعم وتعزيز سبل حماية المدنيين في النزاعات المسلح في أول قرار من نوعه حول المفقودين
والنزاعات المسلحة في مجلس األمن.
وفي 13 يونيو ترأس سموه جلسة لمجلس األمن الدولي حول التعاون بين المجلس وجامعة الدول العربية تحت بند )التعاون بين األمم
المتحدة والمنظمات اإلقليمية ودون اإلقليمية في صون السلم واألمن الدوليين( صدر في ختامها بيان اكد مسؤولية مجلس األمن عن صون
السالم واألمن الدوليين وأهمية إقامة شراكات فعالة بين األمم المتحدة والمنظمات اإلقليمية.
وفي 19 نوفمبر 2019 أصدر سمو أمير البالد الراحل الشيخ صباح األحمد الجابر الصباح طيب هللا ثراه أمرا أميريا بتعيين الشيخ
صباح الخالد رئيسا لمجلس الوزراء وتكليفه بتشكيل أول حكومة يترأسها.
وبعد أسابيع معدودات من ترؤسه الحكومة واجه سموه بتوجيهات من القيادة الحكيمة التحديات التي رافقت انتشار فيروس كورونا
المستجد الذي ضرب العالم أجمع حتى استطاعت الكويت تجاوز تلك المحنة بأقل الخسائر واألضرار على جميع المستويات فيما حققت
البالد أعلى النسب العالمية المسجلة في توفير اللقاحات ضد فيروس كورونا.
ونجحت الحكومة في ذلك الوقت في إعادة اآلالف من الكويتيين إلى وطنهم من الخارج عبر أكبر عملية إجالء للمواطنين كما لم تتخل
الكويت عن دورها اإلنساني ومواصلة جهودها الدولية خالل الجائحة باعتبارها مركزا للعمل اإلنساني.

وفي عهد سمو أمير البالد الراحل الشيخ نواف األحمد الجابر الصباح طيب هللا ثراه تولى سموه رئاسة مجلس الوزراء ثالث مرات
األولى في 14 ديسمبر 2020 والثانية في الثاني من مارس عام 2021 واألخيرة في 28 ديسمبر عام 2021 حيث شهدت خاللها البالد
عددا كبيرا من اإلنجازات في شتى المجاالت.
وحرص سموه خاللها على تعزيز االستثمار في الطاقات الكويتية ومعالجة التركيبة السكانية ودفع عجلة المشاريع اإلسكانية واإلسراع في
ملف التكويت وترسيخ مفهوم محاربة الفساد واالهتمام بملفي الصحة والتعليم وتعزيز عملية التحول الرقمي ودفع عملية التنمية.
وتقديرا إلنجازاته ومسيرة عطاءاته حصل الشيخ صباح الخالد على وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة األولى من خادم الحرمين الشريفين
الراحل الملك فهد بن عبدالعزيز عام 1998 وعلى وسام النيلين من الطبقة األولى من الرئيس السنغالي ماكي سال عام 2015 وعلى
النجمة الكبرى لوسام نجمة القدس من الرئيس الفلسطيني محمود عباس عام .2018

أضف تعليق

Your email address will not be published.

آخر المقالات من عرب تريبيون