حكايتى مع “Kwai”(3)

يعتبر تطبيق “كواى” من التطبيقات الخطرة على أبنائنا, لانها تعرضهم للإستغلال الجنسى, فالتطور التكنولوجى كل يوم فيه جديد، والحروب التكنولوجية التى تستهدف أبنائنا لا ولن تنتهى، بل ستجد كل يوم إبتكار جديد يهدف الى تدمير جيل الشباب، ليصبح جيل بلا هوية وبلا فكر وبلا مستقبل.
خطورة هذا التطبيق تكمن فى سهولة إستخدامه، والتيسير على المستخدمين فى إنشاء فيديوهات ذات مؤثرات سحرية مميزة تجعل فى إستخدامها متعة وإدمان، هذا بالاضافة الى احتواءه على الكثير من الفلاتر والملصقات وخواص آخرى للتعديل على الصور والفيديوهات مما يجعلها أكثر إثارة وإتقان وإغراء للشباب ورغبة فى تجربة كل ماهو متاح من إمكانيات للتصوير التى ترفع من عدد المعجبين والمتابعين، وهو ماجعل العديد منهم يلجأ الى تصوير فيديوهات غير مألوفة، وغير اخلاقية، لشد الإنتباه وحصد المزيد والمزيد من المشاهدات والمتباعات، معظم تلك الفيديوهات رقص وخلاعة ونساء بملابس حجرات النوم, وأطفال تستغل فى أفعال غير لائقة، رغم أن من سياسيات كواى المعلنة التمسك بالاخلاق الحميدة وعدم نشر فيديوهات جنسية وعدم تصوير الاطفال واستغلالهم لتحقيق مكاسب مادية من ورائهم.
كل هذا الخطر ناتج من طريقة إستخدام واحدة فقط من التطبيق، وهى صناعة المحتوى المتميز أو من خلال تصوير الفيديوهات القصيرة، ولكن هناك إستخدام آخر أكثر خطورة فى هذا التطبيق وهو “اللايـــف” أو حجرات “البث المباشر”.

لم أكن منتبهة فى أول الأمر لمدى خطورته, وتصورت أنه مجرد لقاء على الهواء مباشرة بين مذيع أو مذيعة ومجموعة من المشاهدين، مثله مثل برامج “التوك شو”، أو البرامج التى تذاع على الهواء مباشرة للمشاهدين ومتاح فيها المكالمات التليفونية والتواصل مع مذيع البرنامج مباشرة، لطرح وجهة نظره، والمشاركة فى موضوع الحلقة المذاعة, لكنى إكتشف أشياء كثيرة فوق هذا بكثير من خلال دخولى عالم اللايف، ومشاهدة المذيعات والمذيعين ومتابعة محتوياتهم.

من سياسات التطبيق، أنه يتيح لأى مستخدم إمكانية فتح بث مباشر، بمجرد أن يتعدى عدد متابعينه الألف متابع، ومن خلال فتح اللايف، يستطيع المذيع الربح من الهدايا أو الماسات أو الكوينزات التى يقدمها له متابعينه أثناء قيامه بالبث، والتى يتم شحنها من خلال التطبيق، ويمكن تحويلها الى دولارات، يحصل منها المذيع 30% فقط من قيمتها أما التطبيق فيحصل على 70%، وكأنها سياسة تفتح الباب للدخول الى عالم وكالات البث المباشر، التى تتيج للمستخدمين الحصول على نسبة الـ 70% من قيمة هدايا اللايف .

وبالفعل إنضممت لوكالة للبث المباشر حتى يمكننى تحقيق الربح منه، وبدأت فى فتح اللايف وتقديم محتوايا والذى هو عباره عن محتوى تحفيزى أدبى إجتماعى أتطرق فيه الى مشاكل المجتمع، وفتح حوار مع المتابعين للتعرف على وجهات النظر المختلفة والوصول الى حلول مناسبه لكل مشكلة تواجههنا سواء كانت مشاكل شخصية أو مجتمعية، لكنى فوجئت بأن عدد المتابعين للايف قليل جدا ومهما فعلت وقدمت من معلومات النتيجة صفر متابعين صفر هدايا، هذا غير كم من السب والقذف والكلام الخارج من البعض فى التعليقات لجس نبض المذيعة والتعرف على مدى قبولها أو رفضها لهذه التلميحات البذيئة.

بدأت أتابع اللايفات الآخرى كى أكسب خبرة وأتعلم وأعرف سبب إخفاقى وفشلى فيه، فوجدت لايفات عباره عن فتيات جميلات، وموسيقى وأغانى وضحكات وترحيبات وسلامات للموجودين، ولايفات لدعم الحسابات، ولايفات لرجال وسيدات مسنين يبدوا على ملامحهم المرض والتعب والإرهاق، يجلسون أمام الكاميرا فقط بدون تقديم اى معلومة، يستجدون من الموجودين الهدايا لمساعدتهم، ولايفات أقل مايقال عنها أنها تافهه تحتوى على بعض الهبل والاستعباط وللاسف وجدت ان لايفات الهبل والعرى هى من أكثر اللايفات تفاعل وأكثرهم حصولاً على الهدايا.

كانت الوكالات على كواى تعلم أن الربح لن يحصل عليه الجميع وكان عليها أن تجد وسيله لزيادة التفاعل وتحقيق التارجيت المطلوب منهم فكانت تقوم بإعداد مسابقات تحت مسمى”التحديات” أوالـ” PK”، وهى عبارة عن مسابقات يتم إقامتها بين أعضاء الوكالات يتم فيها القاء الهدايا ومحاولة الفوز على الخصم الآخر، وبالتالى أصبح عضو الوكالة مكلف بشحن ماسات على الاقل ألف ماسة لكل تحدى خاص بوكالته، والمذيع عليه أن يرد الدعم لافراد وكالته، والحصيلة فى النهاية للمذيع صفر, والربح لاصحاب الوكالات ولتطبيق كواى.

وفى آخر أيام الشهر، تنتشر الملصات على اللايفات التى تحمل عنوان”تقفيل التارجيت” ” ساعدونى” “محتاجة 2000ماسة” أو أكثر، ومن يسعده الحظ هو من يراه فاعلى الخير على البرنامج ويساعده فى تقفيل التارجيت الخاص به، مهانة مابعدها مهانة.
وفي الختام بعد أن انتهينا من شرح تطبيق كواي ،وكل ما قدمته تلك الشركة الصينية التي اخترعته ،بأن غايتها ليس فقط تقديم المميزات لكسب المال لأصحاب الدخل البسيط وإنما لديها غايات أكبر من ذلك وهي تغيير تفكير شبابنا وخاصة الفتيات اللذين في سن المراهقة، والسيدات،والاطفال الصغار لإشغالهم في إنشاء فيديوهات والابتعاد عن العلم والمستقبل بسبب تواجد هذه التطبيق الصيني الذي من المرجح أن يزول مع الزمن.

أضف تعليق

Your email address will not be published.

آخر المقالات من عرب تريبيون