دعونى أشهد فى البداية, أن تطبيق كواى, تعامل مع الاعلان عن تطبيقه بكل حرفية, وهو أمر يستحق الثناء, فكلماته المستخدمة فى الاعلانات تبث روح النشاط والحيوية والتحدى لإثبات الذات وخوض التجربة واظهار المواهب المدفونة, يكفى قوله فى إعلاناته المنتشرة فى كل مكان على الانترنت”قم بانشاء تحفتك الفنية باستخدام كواى بطريقة ممتعة وسهلة”, “عبر عن نفسك واظهر مواهبك لمجتمع لديه نفس اهتماماتك”, “كن حديث المجتمع وانتشر من خلال محتواك مع منصة كواى”, كلها عبارات تجعل الدماء تتدفق فى العروق, وفجأة تكتشف أن لديك موهبة تحتاج ان تظهر للنور, وتجد فى تطبيق كواى طاقة النور التى ستنفذ من خلالها موهبتك للعالم.
لكن بمجرد أن تدخل التطبيق, وتبدأ العمل فيه, وكلك أمل فى النجاح, تصطدم بواقع مرير, وتجد ان النجاح فيه ليس لاصحاب المحتويات الهادفة, ولكن النجاح رفيق كل من كان محتواه بعيد عن الاخلاق والعادات والتقاليد الشرقية، محتوى تافه بلا معنى وبلا هدف, فتبدأ رحلة البحث عن المعلومة الصادقة التى تفيدك وتجعلك تضع قدمك على الطريق الصحيح فلا تجد الا معلومات مغلوطة وفيديوهات تستغلك وتجعل منك فأر تجارب لا اهمية لك سوى انك ترفع من صفحاتهم بمتابعتهم والتفاعل على فيديوهاتهم بالاعجاب والتعليق والمشاركة, اما انت فتظل كما انت تائه فى عالم كواى.
فى بداية استخدامى لموقع كواى, ونشر فيديوهاتى عليه, زاد عدد متابعينى, وكذلك ارتفعت نسبة المشاهدات عليها, لكنى لم أحصد أى ربح من كل ذلك سوى سنتات بسيطة, وعندما بحثت وسألت عن السبب, كانت الاجابة “عشان تاخدى ربح من فيديوهاتك لازم تنضمى لوكالة فيديوهات”,لأن كواى لاتعطى ربحاً إلا بعد أن تتعدى صفحتك الـ 50 ألف متابع، فبدأت أبحث عن وكالة مناسبة ويكون مالكها مشهود له بالصدق والامانة, ولان فيديوهاتى كانت رائجة وتظهر دائما على الصفحة الرئيسية للتطبيق, بدأت العروض تنهال على من وكالات الفيديوهات للإنضمام اليها, حتى وقع إختيارى على احدى هذه الوكالات فانضممت اليها, وبدأت رحلتى مع وكالة الفيديوهات.
كان من ضمن القواعد الاساسية للعمل فى وكالة الفيديوهات, هو نشر من خمس الى عشر فيديوهات يومياً, فلك ان تخيل حجم التعب والارهاق الذى عانيته يومياً حتى اقوم بتصوير هذه الفيديوهات, على أن يكون لكل فيديو موضوع خاص به, ويتم تصويره فى مده لاتتجاوز الخمس دقائق, ويكون هذا العمل على مدار الشهر.
فى أول شهر عمل معهم, حصلت على مبلغ زهيد مقابل هذا العمل المرهق وهو 700 جنيه, وفى الشهر التالى المبلغ كان اقل, بدعوى ان سياسات كواى لاتدفع ربح سوى للفيديوهات التى تتعدى عدد مشاهداتها الـ 500 مشاهدة, وظل الربح يتقلص شهر وراء شهر, وطبعا الفيديو الذى كان يحقق الاف المشاهدات قبل الانضمام للوكالة اصبح لايحقق سوى 50 او ستين مشاهدة على الأكثر, وذلك لان التطبيق يتحكم فى عدد المشاهدات, وبالتالى اخر الشهر لاتحصل على شىء لانك ببساطة فاشل لم تستطع تقديم محتوى يستحق المتابعة من وجهة نظر التطبيق.
وعندما فقدت الأمل فى الانتشار عبر وكالة الفيديوهات, قررت الانسحاب منها, فابلغت القائمين عليها برغبتى بالانسحاب من وكالتهم وعدم رغبتى فى الاستمرار معهم, على أن استمر فى نشر فيديوهاتى بدونهم, وظلت الوكالة تستفيد من فيديوهاتى التى اقوم بنشرها على التطبيق شهرين كاملين دون إستفادتى بأى عائد منها حتى وصلتنى رسالة من التطبيق تؤكد انفصالى الوكالة, وبعدها مباشرة لاحظت ان عدد المشاهدات على فيديوهات بدأت ترتفع وتعود كمان كانت فى السابق وهو مايؤكد ان كواى هى المتحكمة فى فتح او غلق المشاهدات على المستخدمين كى لاتضطر الى دفع ارباح مقابل المشاهدات العالية على فيديوهاتهم.
لم تفيدنى رحلتى مع وكالة الفيديوهات, ولم أحصد منها سوى تعب وارهاق والتزام وشد عصبى فقررت أن اعود للعمل الحر مع نفسى, وبدأت فى تصوير مجموعة من الفيديوهات كانت ناجحة الى حد كبير, ارتفع من بعدها مستوايا على البرنامج الى المستوى 11من 16 مستوى لصانع المحتوى, وهو يتم حسابه على اساس عدد متابعات ومشاهدات معينة خلال اسبوعين, واذا لم تحقق عدد المتابعات والمشاهدات المطلوبه خلال الاسبوعين التاليين ينخفض مستواك درجة, وفى هذا الامر ايضا بعض التلاعب من كواى, لان المستويات العاليه تضطرها لفتح صندوق المحتوى المتميز وهو مايجعلها ملزمة بدفع ارباح على مشاهدات المحتوى, وبالتالى عندما وصلت للمستوى الـ 11 بدأت عدد المشاهدات فى النقصان, نفس اللعبة بالظبط التى تمت اثناء عملى مع وكالة الفيديوهات, وبدأت اتقهقر من المستوى الـ 11 الى الـ 10 ومنه الى المستوى الـ 6 وهكذا …..
وانتظرونى فى المقال الثالث لاكمل لكم حكايتى مع “kwai”
آخر المقالات من عرب تريبيون
ذكرت صحيفة ديفينسا سنترال الإسبانية أن الذكاء الاصطناعي كشف عن هوية الفائز بالبالون دور في العام
أعلن أحمد حسام ميدو، نجم الزمالك السابق، عن موعد الإعلان عن النادي الذي سينتقل له بعد
تصدر تشانغ يي مينغ مؤسس شركة “بايت دانس” مالكة تيك توك قائمة هورون لأثرياء الصين اليوم
أكد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، اليوم الأربعاء، أن قوات كورية شمالية، ترتدي البدلات العسكرية الروسية،
جلس دونالد ترامب، الأربعاء، وراء مقود شاحنة لجمع القمامة من أجل الإجابة على أسئلة الصحافيين مع
هذا هو الحال الذي تستخدمه شركات التسويق الامريكية في معظمها وخصوصا في مجال الأعمال التي في طريقها الي الاندثار .
That is what had happened to me about 27 years ago.