تنمية مستدامة وتعزيز الصورة الوطنية.. «رؤية المملكة 2030» لصناعة حاضر والتخطيط للمستقبل

إذا سمعت أو قرأت مصطلح «رؤية المملكة 2030» فوراً يرتسم في مخيلتك خطط ومشاريع الرؤية والأنظمة التي تشكلت وبدأ العمل فيها منذ إعلان انطلاق الرؤية، ولكن الهدف الأساسي لـ «رؤية 2030» هو تعزيز الهوية الوطنية؛ ولذلك ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالصورة الذهنية للمملكة.

وتتجسد جهود الدولة لرؤية 2030 في عملية إعادة بناء الهوية الوطنية؛ من خلال تحسين وتبديل البيئة، والواقع الاجتماعي والاقتصادي الذي سيبدل الصورة الذهنية، وسيؤدي إلى ناتج مختلف في البناء الاجتماعي مع هوية وطنية تعزز الشعور بالرضا والارتباط والمسؤولية الاجتماعية.

وفي هذا الصدد، بدأ غرس الهوية الوطنية السعودية من خلال رؤية المملكة 2030، بالتعرف على خصوصية وامتيازات الوطن؛ ومؤهلاته المستقبلية في قيادة العالم، فالهوية السعودية ليست مجرد مساحة جغرافية صامتة أو ساكنة بلا أثر في صناعة الحاضر والتخطيط للمستقبل، وهذا ما دأبت عليه الرؤية.

ولذلك كانت أولى خطوات نجاح الرؤية السعودية تكمن بغرس الهوية الوطنية وجعلها تلامس الهوية الوطنية، وشملت مستهدفات رؤية المملكة 2030، الاهتمام بمحور الإنسان والمجتمع والحوكمة والجانب الاقتصادي والبيئي.

الاقتصاد ورؤية 2030

منذ إعلان رؤية السعودية 2030، بدأت السعودية التركيز على تنوع مصادر دخلها بعيدًا عن المصادر التقليدية، لتخلق إيرادات دائمة على المدى الطويل، وتنوع مصادر النمو الاقتصادي، حيث تسعى لكي تكون مؤثرة بشكل أكبر على الساحة الدولية، فضلا عن امتلاكها فرص لتقديم المزيد ومعرفة التحديات ومناقشاتها، مضيفا أن اقتصاد السعودية متكامل مع الاقتصاد العالمي.

سجلت المملكة نموًا بنسبة 8.5% بنهاية 2022 بدعم الأنشطة غير النفطية، وفيما يتعلق بعام 2023؛ توقع وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي أن تحقق السعودية نموا اقتصاديا بنسبة 3.1% مقارنة بتقديرات البنك الدولي التي تصل إلى 3.7%، ولن يتم استبدال إيرادات الرسوم والضرائب بالإيرادات النفطية.

وفي سياق متصل، تستهدف رؤية السعودية 2030، الوصول إلى اقتصاد مزدهر ومتنوع ومنفتح على فرص التعاون المشترك مع العالم، و الاستثمار في الحلول التحولية لدفع عجلة التنمية المستدامة حول العالم، وتعزيز مرونة التبادل التجاري وسلاسل الإمداد، وإتاحة أمن الطاقة للجميع.

الحج 2023 وجودة الخدمات

وقعت المملكة العربية السعودية أكثر من 400 اتفاقية دولية منها أكثر من 57 اتفاقية حج، خلال الدورة الثانية لمعرض «اكسبو 2023»، والذي عُقد تحت شعار “الجودة في منظومة الخدمات” بتنظيم من وزارة الحج والعمرة، بحضور أكثر من 60 ألف زائر من جميع أنحاء العالم، ومشاركة أكثر من 200 جهة حكومية وشركة عاملة في منظومة الحج والعمرة.

ويهدف «اكسبو 2023» إلى تعزيز أوجه التعاون وتنمية فرص الشراكة، من خلال توقيع العديد من الاتفاقيات بين وزارة الحج والعمرة في السعودية وأكثر من 57 دولة من ممثلي بعثات شؤون الحج، بالإضافة إلى توقيع اتفاقيات وشراكات مهمة بين المستثمرين المحليين والدوليين.

ونجح المعرض في إبراز المشاريع النوعية التي تشهد المملكة تنفيذها مستقبلًا لرفع جودة الخدمات المقدمة في الحج والعمرة، وتسهيل قدوم الحجاج والمعتمرين من جميع أنحاء العالم، وتعزيز ثقافة الجودة في الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، وإطلاق العديد من الخدمات والتقنيات الجديدة التي تصب في هدف إثراء تجربة ضيوف الرحمن، تحقيقًا لمستهدفات برامج رؤية السعودية 2030.

وفي هذا الصدد، أعلن الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، وزير الحج والعمرة، عودة أعداد الحجاج إلى ما كانت عليه قبل جائحة كورونا ولأول مرة بعد تخفيض الأعداد لمدة 3 سنوات بسبب إجراءات الاحترازات الصحية.

وأكد وزير الحج على أن خدمة ضيوف الرحمن من جميع بلدان العالم أولوية قصوى، والتزام تاريخي أصيل، وشرف عظيم تفتخر به حكومة خادمِ الحرمين الشريفين، ليؤدوا مناسكهم بطمأنينة ويسر ضمن رحلة إيمانية ثرية مرقمنة الخدمات.

ولفت إلى حرص وزارة الحج والعمرة على تجويد وتطوير جميع الخدمات والحلول المُقدمة للحجاج والمعتمرين من خلال تطوير الأنظمة والتشريعات في منظومة الحج والعمرة، وتقديم أفضل الخدمات للحجاج والمعتمرين بيسر وسهولة، بالشراكة مع الجهات المعنية من 70 جهة.

كيف يساهم الإعلام في تعزيز الصورة الوطنية للدولة؟

تعزيز الصورة الوطنية للدول يحتاج إلى زيادة الاعتماد على وسائل الإعلام ومنها شركات العلاقات العامة، ومن الضروري عند التعاقد مع تلك الشركات أن تكون رسائل الاتصال في التحرك الإعلامي واضحة ومحددة.

ويتطلب الحديث عن الصورة الوطنية للدول، أن يكون هناك نهج علمي مدروس لرصد وتحليل واستشراف هذه الصورة وأبعادها المختلفة، وذلك من خلال رصد وتحليل التناول في وسائل الإعلام الدولية، وقياس مستوى التركيز على أبعاد الصورة المختلفة: السياسية، الاقتصادية، الثقافية، الاجتماعية.

هذا إلى جانب، قياس مستوى الجوانب السلبية في التناول الإعلامي، وكيف تبرز وسائل الإعلام جوانب الصورة المختلفة، وأن يكون هذا القياس على مدى زمني طويل، يسمح بفهم أبعاد الصورة الراسخة، بعيداً عن الانطباعات الوقتية المرتبطة بأحداث طارئة.

وفي الختام، على الدول أن تضع استراتيجية لصورتها الوطنية، تهتم بتعزيز الجوانب المختلفة في هذه الصورة، وتنويع التركيز على الأبعاد الإيجابية كافة في هذه الصورة، خاصة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وكافة الجوانب المرتبطة بالقوة الناعمة للدولة.

أضف تعليق

Your email address will not be published.

آخر المقالات من عرب تريبيون