ما يزال اليمن يعاني من ارتهان قرارات مليشيات الحوثي بنظام طهران، ما يؤخر دائمًا التوصل إلى السلام رغم جهود الحكومة الشرعية في البلاد والأمم المتحدة المرتبطة بمساع دولية.
وتواصل ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران عرقلة جهود السلام؛ حيث ترفض تمديد وتوسيع الهدنة التي انتهت في أكتوبر الماضي 2022.
التصرفات الحوثية “غير المسؤولة” ما تزال تسير ضد كل انبعاث للسلام، بينما يجدد المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، في كل مناسبة دعوته إلى “أطراف الأزمة لتقديم تنازلات من أجل التوصل إلى حل سياسي للصراع والوصول إلى سلام دائم في البلاد”.
وفيما تتعالى دعوات السلام في كل المنطقة من أجل أمن واستقرار اليمن والمنطقة، ما تزال “مليشيا وشركاء إيران – وفي القلب منها مليشيا الحوثي – من أكبر مصادر التهديد الصاروخي بالمنطقة”، بحسب ما قال الفريق أليكسس غرينكويتش، قائد القوات الجوية بالقيادة المركزية الأمريكية، “27 يناير 2023”.
ورغم إن رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، يؤكد باستمرار التزام المجلس والحكومة بنهج السلام الشامل والمستدام القائم على المرجعيات المتفق عليها وطنيًا وإقليميًا ودوليًا، وعلى وجه الخصوص القرار 2216، وجدد الترحيب بكل المساعي الحميدة على هذا الصعيد.
لكن وزير الخارجية اليمني أحمد بن مبارك، يوضح أيضًا أن مليشيات الحوثي بالهروب مجددًا من التزامات السلام في بلاده الغارقة في أتون الحرب منذ ثمانية أعوام. بحسب تصريحه في “28 يناير 2023” خلال لقائه سفير الولايات المتحدة لدى اليمن ستيفن هاريس فاجن.
وذكّر “ابن مبارك” بالتزام الحكومة اليمنية بالسعي نحو إحلال السلام الشامل والعادل، وبما يكفل رفع المعاناة والكارثة الإنسانية التي تسببت بها الحرب التي شنتها المليشيات الحوثية الإرهابية.
لينبه الوزير اليمني، إلى أن أساس الأزمة اليمنية، في “ارتباط مليشيات الحوثي الإرهابية بالنظام الإيراني” وأنه بذلك “لا يهدد فقط الاستقرار في اليمن، ولكنه يمثل تهديدًا يمتد لكل دول المنطقة وللأمن والسلم الدوليين”.
ويعكس ذلك الكلام وغيره بوضوح وجود “عطل صناعي” للسلام، تصدره إيران بتعطيل وعرقلة وإفساد كل جهد محلي أو إقليمي أو دولي، ما يؤكد أن نظام طهران لا يأبه بالشعب اليمني واستقراره ورخائه أكثر من حرصه على ترسيخ أجندة فارسية لخنق دولة عربية يريد أن يحيا شعبها في أمان.
يذكر أن أحد أهم ملفات الخلاف بين السعودية والرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما هي إيران، فعنذ توليه الحكم في فبراير العام 2008، دعا الرياض للتعاون واقتسام النفوذ مع إيران في الإقليم العربي، لكن كانت وجهة النظر السعودية تقول: ليس لإيران أي علاقة بالوطن العربي وليس لها الحق في التدخل، فهي تعيش على تخومه وليست جزءًا منه.
ويعرج الكاتب السعودي محمد الساعد، في مقال له بعنوان “العقيدة السعودية في اليمن” “26 يناير 2023″، على تلك الواقعة، قائلاً إنه “لو أرادت السعودية أن تقتسم العالم العربي مع إيران كما اقترح الأمريكان، لكان نصف العرب يتحدثون الفارسية اليوم، بدلاً من لغتهم العربية، ولكان نصفهم الآخر يعملون خدمًا في أضرحة مشهد وقم، لكن السعوديين المستقلين النبلاء، رفضوا دائمًا التخلي عن أصالتهم حتى لو تعامل بعض العرب معهم بخشونة”.
ويعكس هذا الكلام مبدأ دعاة فك ارتهان قرار أي دولة عربية بطهران؛ لأنه ارتباط مسموم يسلخ دولة عربية من محيطها العربي وثقافتها المتوطنة ليحل أجندة دخيلة لا تحمل الخير للشعب اليمني ولا للدول العربية بكل تأكيد.
وهو المبدأ الذي انطلقت منه المملكة العربية السعودية، عندما لم تتردد في تلبية دعوة الرئيس اليمني السابق عبد ربه هادي منصور، في فبراير 2015، حين طلب باسمه وباسم اليمن حماية عروبة بلاده وشعبه من دنس الفرس المحتلين الذين بدأوا بالتسلل عبر الحوثيين لليمن.
تلك الآونة يتجدد الحديث مرة أخرى عن كيفية إنهاء الحرب المستمرة في اليمن منذ ثماني سنوات، والتقدم المحرز في هذا الشأن.
ومن اللافت في هذا السياق تصريح جاء على لسان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، قال فيه “إنه يتم تحقيق تقدم صوب إنهاء حرب اليمن”.
وأضاف “ابن فرحان”، خلال حديثه بإحدى جلسات المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس “19 يناير 2023″، أن الصراع المستمر منذ ثمانية أعوام لن يحل إلا من خلال تسوية سياسية وأن هذا يجب أن يكون محور التركيز.
ومضى الوزير السعودي قائلا: “إن المطلوب الآن هو إيجاد طريقة لإعادة العمل بالهدنة وتحويلها إلى وقف دائم لإطلاق النار”، لكنه أشار إلى “أن إمكانية حدوث ذلك أمر غير واضح الآن، وأن هناك عقبات كبيرة في الطريق”.
وبالتأكيد فإن أكبر عقبة كؤود لتحقيق السلام في اليمن هي إيران.. وبناء عليه يبقى أي إحلال للسلام في اليمن عبر تسوية سياسية رهنًا لتوقف التصرفات الحوثية غير المسؤولة، وفي الأساس منها استقلالية قراراته، وبعدها سيكون السلام والمصالحة الوطنية في اليمن أسهل مما يتصور.
أيضًا “انعدام الثقة لا يزال قائمًا وبالتالي إنهاء الحرب في اليمن ليس أمرًا سهلاً”.. كما قال هانس جروندبرج، مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن”.
ويشدد “جروندبرج” الذي يضغط من أجل هدنة موسعة، تلك الأيام، على الحاجة إلى نهج شامل وكامل من أجل الوصول إلى حل سياسي مستدام.
يذكر أن اتفاق هدنة، توسطت فيه الأمم المتحدة لأول مرة في أبريل الماضي وانقضى أجله في أكتوبر، قد جلب أطول فترة هدوء نسبي في الحرب المستمرة منذ ثماني سنوات بين التحالف الذي تقوده السعودية وجماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران. بينما تسعى جهود دولية لترسيخ تلك الهدنة تمهيدًا لعقد اتفاق سلام ينهي تلك الحرب ومعاناة الشعب اليمني.
آخر المقالات من عرب تريبيون
ذكرت صحيفة ديفينسا سنترال الإسبانية أن الذكاء الاصطناعي كشف عن هوية الفائز بالبالون دور في العام
أعلن أحمد حسام ميدو، نجم الزمالك السابق، عن موعد الإعلان عن النادي الذي سينتقل له بعد
تصدر تشانغ يي مينغ مؤسس شركة “بايت دانس” مالكة تيك توك قائمة هورون لأثرياء الصين اليوم
أكد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، اليوم الأربعاء، أن قوات كورية شمالية، ترتدي البدلات العسكرية الروسية،
جلس دونالد ترامب، الأربعاء، وراء مقود شاحنة لجمع القمامة من أجل الإجابة على أسئلة الصحافيين مع