شراكة قوية.. ماذا تحمل زيارة وزير الخارجية الأمريكى لمصر؟

استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي.

وصرح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية بأن السيسي أعرب عن ترحيبه بلقاء وزير الخارجية الأمريكي، ناقلاً تحياته إلى الرئيس جو بايدن، ومؤكداً على علاقات الشراكة الاستراتيجية الممتدة بين مصر والولايات المتحدة، والتطلع لتعزيز التنسيق والتشاور بين الجانبين بشأن مختلف الملفات السياسية والأمنية وقضايا المنطقة.

من جانبه؛ نقل “بلينكن” إلى السيسي تحيات الرئيس الأمريكي، مؤكداً أنه في إطار العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الصديقين، فإن واشنطن تعول على التنسيق الحثيث مع مصر بقيادة السيد الرئيس لاستعادة الاستقرار وتحقيق التهدئة واحتواء الوضع ما بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وأوضح المتحدث الرسمي أنه فى هذا السياق تم استعراض التطورات والأحداث الأخيرة في الأراضي الفلسطينية، والجهود المشتركة والمساعي المصرية الجارية لاحتواء التوتر المتصاعد خلال الأيام الماضية، حيث أكد السيسي إلى أن تطورات الأحداث الأخيرة تؤكد أهمية العمل بشكل فوري في إطار المسارين السياسي والأمني لتهدئة الأوضاع والحد من اتخاذ أي إجراءات أحادية من الطرفين، مؤكداً موقف مصر الثابت بالتوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وفق المرجعيات الدولية، وعلى نحو يحل تلك القضية المحورية في المنطقة ويفتح آفاق السلام والاستقرار والتعاون والبناء.

وأضاف المتحدث الرسمي أنه تم خلال اللقاء تبادل الرؤى ووجهات النظر حول عدد من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، فضلاً عن بعض موضوعات العلاقات الثنائية بين الجانبين.

وقد تم في هذا السياق التطرق إلى قضية سد النهضة، حيث أكد الرئيس موقف مصر الثابت في هذا الصدد من خلال ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم لملء وتشغيل السد، بما يحقق المصالح المشتركة ويحفظ الحقوق المائية والتنموية لجميع الأطراف، مشدداً على أهمية الدور الأمريكي للاضطلاع بدور مؤثر لحلحلة تلك الأزمة.



بينما تحتفل الولايات المتحدة ومصر بمرور أكثر من قرن من التعاون الدبلوماسي والصداقة، تقف الولايات المتحدة إلى جانب مصر وشعبها لتعزيز الأمن الإقليمي، تشجيع المرونة الاقتصادية، تقوية العلاقات بين الشعبين، معالجة قضايا المناخ، تعزيز شراكة دفاعية حاسمة بين البلدين ودعم المصريين في سعيهم لمستقبل مزدهر.

تأتي زيارة وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى العاصمة المصرية القاهرة، في خضم دوامة من العنف تجتاح الأراضي الفلسطينية وإسرائيل، في محاولة لخفض التوتر بين الطرفين بعد العملية العسكرية التي شنها الجيش الإسرائيلي، الخميس الماضي، في مخيم جنين بالضفة وأسفرت عن مقتل تسعة فلسطينيين، وعملية قام بها شاب فلسطيني في القدس مساء الجمعة وقتل فيها سبعة مستوطنين أمام كنيس يهودي في حي النبي يعقوب.

وفي هذا الإطار، تتعاون الولايات المتحدة ومصر بشكل وثيق لتهدئة النزاعات وتعزيز السلام المستدام، من خلال دعم الوساطة التي تقدمها الأمم المتحدة للمساعدة على إجراء الانتخابات في ليبيا في أقرب وقت ممكن، واستعادة الانتقال السياسي في السودان بقيادة مدنية من خلال الاتفاق السياسي الإطاري.

شراكة دفاعية

تمثل مصر شريك هام للولايات المتحدة في عمليات مكافحة الإرهاب ومناهضة الاتجار بالبشر، حيث تعد الشراكة الدفاعية المستمرة منذ عقود ركيزة من ركائز الاستقرار الإقليمي منذ عام 1978، ساهمت الولايات المتحدة بأكثر من 50 مليار دولار من المساعدات العسكرية، مما ساهم في تعزيز قدرات مصر على حماية حدودها البرية والبحرية والدفاع عنها ومواجهة التهديد الإرهابي المتطور في المنطقة بشكل عام.

تبادل مهني وتعليمي

يسافر 450 مصريا إلى الولايات المتحدة سنويا في برامج التبادل المهني والأكاديمي التي تيسرها سفارة الولايات المتحدة في القاهرة، ويشارك أكثر من 20 ألف مصري في برامج التبادل الحكومية الأمريكية، كما يستفيد آلاف الطلبة والمعلمين في جميع أنحاء مصر من برامج اللغة الإنجليزية التي تديرها السفارة، بما في ذلك جامعة الأزهر والمؤسسات التابعة لها.

تعزيز التعاون الاقتصادي

الولايات المتحدة ومصر ملتزمتان سوية في العمل لتعزيز التعاون الاقتصادي الثنائي من أجل المنفعة المتبادلة للشعبين الأمريكي والمصري، بما في ذلك من خلال توسيع التجارة، وزيادة استثمارات القطاع الخاص، والتعاون في الطاقة النظيفة وتكنولوجيا المناخ.

استثمرت الولايات المتحدة 600 مليون دولار لرقمنة قطاع الاتصالات في مصر، استوردت مصر 5.9 مليار دولار من الولايات المتحدة لبناء وتوسيع وتحديث البنية التحتية المصرية لتلبية احتياجات السكان المتزايدين.

وفي سياق متصل، أثنت الولايات المتحدة على مصر لإبرامها اتفاقا مع صندوق النقد الدولي في 16 ديسمبر 2022، في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية ومع استمرار ما تتعرض له من التداعيات العالمية الحرب الروسية على أوكرانيا وما نتج عنه من انعدام الأمن الغذائي.

وأشارت الولايات المتحدة أن هذه الاتفاقية تُعد أمرًا حاسمًا لتحقيق الاستقرار في اقتصاد مصر وتمكين الإصلاحات الحيوية، حيث التزمت الولايات المتحدة ومصر بإنشاء لجنة اقتصادية مشتركة هدفها تعزيز التعاون في جميع القضايا الاقتصادية والتجارية.

المشاركة في حل قضايا المناخ

رحبت الولايات المتحدة بقيادة مصر لقمة المناخ COP 27، في تسريع الطموح العالمي والعمل على معالجة أزمة المناخ. تدعم الولايات المتحدة ومصر التعهد العالمي بشأن الميثان (GMP) ومسار الطاقة الجديد المتعلق به، والذي انضمت إليه مصر فيما يتعلق بقطاع النفط والغاز.

وتشارك الولايات المتحدة ومصر في قيادة الشراكة الجديدة بشأن التكيف في مواجهة تحديات تغير المناخ في أفريقيا، والتي تركز على مبادرات ملموسة للمساعدة في بناء المرونة في مناخ متغير، حيث تقدم الولايات المتحدة 10 ملايين دولار لدعم إطلاق مركز القاهرة للتعلم والتميز في التكيف والمرونة، والذي يبني القدرة على التكيف في جميع أنحاء إفريقيا.

وفي سياق متصل، أعلنت الولايات المتحدة وألمانيا خلال قمة المناخ في شرم الشيخ COP 27 عن أكثر من 250 مليون دولار لتسريع انتقال الطاقة في مصر من خلال نشر 10 جيجا واط من مشاريع طاقة الرياح والطاقة الشمسية الجديدة إيقاف تشغيل 5 جيجاوات من توليد الغاز الطبيعي غير الفعال.

ويذكر أن، الولايات المتحدة ومصر أعلنت العلاقات الدبلوماسية عام 1922 في رسالة وجهها الرئيس وارن ج. هاردينغ إلى ملك مصر أحمد فؤاد الأول، وخلال القرن الماضي أثبتت هذه العلاقة العميقة مرونتها في ظل الظروف المتغيرة، في الوقت الذي تسعى فيه مصر لبناء مستقبل مزدهر يؤمن الحقوق والحريات الأساسية لجميع المواطنين.

أضف تعليق

Your email address will not be published.

آخر المقالات من عرب تريبيون