وسائل الإعلام العربية والعالمية تتابع باهتمام تنفيذ اتفاق تبادل المحتجزين بين الولايات المتحدة وإيران

حظي الإعلان عن إطلاق سراح خمسة مواطنين أمريكيين كانوا محتجزين في السجون الإيرانية، مقابل إطلاق سراح عدد من الإيرانيين محتجزين لدى الولايات المتحدة، باهتمام واسع من قبل وسائل الإعلام العربية والعالمية، مبرزة شكر فخامة الرئيس جو بايدن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الصديقة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، لدور سموه الفعال في عملية إطلاق المواطنين الأمريكيين.

فقد نقلت وكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) امتنان الرئيس الأمريكي للجهود الدؤوبة، التي بذلها شركاء الولايات المتحدة في الداخل والخارج لمساعدتها في تحقيق هذه النتيجة، قائلا “أتوجه بشكر خاص لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد، وسلطان عمان هيثم بن طارق اللذين ساعدا للتوصل إلى هذا الاتفاق على مدى أشهر طويلة من الدبلوماسية الصعبة والقائمة على المبادئ”.

بدورها، أبرزت وكالة “رويترز” البريطانية للأنباء، شكر بايدن لسمو أمير البلاد المفدى، لمساعدته في تسهيل إبرام هذا الاتفاق، معتبرة أنه من شأن الاتفاق المبرم بعد محادثات استمرت شهورا في قطر أن يزيل مصدرا كبيرا للتوتر بين واشنطن وطهران، ومشيرة إلى أن طائرة أرسلتها “دولة قطر، التي توسطت في الاتفاق، نقلت الأمريكيين الخمسة، واثنين من أقاربهم خارج طهران، بعد أن تأكد الجانبان من تحويل ستة مليارات دولار من كوريا الجنوبية إلى الدوحة”.

من جهته قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إن إطلاق طهران سراح خمسة محتجزين أمريكيين كان “عملا إنسانيا بحتا”، مشيرا إلى أنهم غادروا إيران بموجب اتفاق توسطت فيه قطر يشمل الإفراج عن أموال إيرانية حجمها ستة مليارات دولار في كوريا الجنوبية.

وأعربت وزارة الخارجية الإيرانية، في بيان بثته وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، عن امتنان “الجمهورية الإسلامية الإيرانية لحكومة قطر للقيام بدور فعال في عملية نقل الموارد المالية وتبادل المحتجزين، كما تثمن الجهود القيمة التي بذلتها سلطنة عمان في تعزيز هذه العملية وتعاون الحكومة السويسرية لمشاركتها في تسهيل هذه العمليات”.

بدورها، أكدت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية (يونهاب)، أن الحكومة الكورية أعربت عن تقديرها الخاص إلى قطر وسويسرا على دورهما البناء في حل القضية، مشيرة إلى أن “سول” قد استكملت الإجراءات لتحويل ستة مليارات دولار من كوريا الجنوبية عبر سويسرا إلى حسابات مصرفية في دولة قطر، قبل تنفيذ الاتفاق لتبادل السجناء بين الولايات المتحدة وإيران في اليوم السابق.

وذكرت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، قد قال عبر حسابه على منصة (إكس) إن دولة قطر مستمرة في المساهمة في كل ما من شأنه تعزيز أمن المنطقة، متقدما بالشكر لطرفي الاتفاق والشركاء الذين ساهموا في نجاح الاتفاق لاسيما سلطنة عمان.

كما نقلت وكالة أنباء “سبوتنيك” الروسية تصريحات سعادة الدكتور محمد بن عبدالعزيز بن صالح الخليفي وزير الدولة بوزارة الخارجية لوكالة الأنباء القطرية (قنا)، التي قال فيها إنه “تم تحويل الأموال الإيرانية المجمدة في كوريا للدوحة كجزء من تنفيذ الاتفاق بين أمريكا وإيران”، مؤكدا أن “دولة قطر ستبدأ في تفعيل القناة المصرفية الإنسانية”.

وأضاف سعادته أن “تنفيذ الاتفاق له دلالة على مكانة قطر كشريك دولي موثوق به، ويمثل نجاحا جديدا يضاف لنجاحات الدبلوماسية القطرية”، معربا عن أمل “بلاده أن يفضي التنفيذ الكامل للاتفاق بين واشنطن وطهران لتفاهمات أكبر تشمل العودة للاتفاق النووي”.

وقال جون كيربي منسق الاتصالات بمجلس الأمن القومي الأمريكي ، إن “الأموال المفرج عنها سيتم إدارتها من قبل القطاع المصرفي القطري، ويمكن لإيران أن تطلب استخدام هذه الأموال في التجارة للأغراض الإنسانية والزراعية، وسنتولى نحن بالتعاون مع القطريين طلبات الصرف مع الشركات المعنية وتوصيل البضاعة إلى إيران”.

وأشار كيربي، في حديث لشبكة تلفزيون CNN الأمريكية، إلى أن “وزارة الخزانة ودولة قطر ستقومان بمراقبة هذه الأموال بعناية وكيفية استخدامها، وسنعطي الموافقة النهائية على كل عملية إنفاق لهذه الأموال”.

من جهته، قال مدير برنامج إيران بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن، “أليكس فاتانكا”، إن وزيرة الخزانة الأمريكية قالت في سياق الحديث عن صفقة تبادل الأمريكيين المحتجزين في إيران، والتي تضمنت إطلاق ستة مليارات دولار من الأموال الإيرانية المجمدة، بأنها ستشرف على طريقة صرف هذا المبلغ والتأكد من استخدامه من قبل إيران للأغراض الإنسانية فقط.

وأضاف فاتانكا، في حديث لتلفزيون “الشرق” السعودي، أن “قطر تريد التأكد من سلامة موقفها كوسيط، حيث تسعى لسد الفجوة بين إيران والولايات المتحدة.

وذكرت شبكة BBC البريطانية، في تقرير لها، أن الاتفاق يأتي بعد أشهر من المحادثات غير المباشرة التي توسطت فيها قطر، والتي بدأت في فبراير من العام الماضي، معتبرة أن دولة قطر “تأمل أن يساعد هذا التعاون النادر في تحفيز التقدم في نزاعات أخرى طويلة الأمد. ويشمل ذلك الاتفاق النووي لعام 2015، الذي يعتبره كثيرون ميتا، بسبب القرار الذي اتخذه الرئيس الأمريكي آنذاك، دونالد ترامب، بالانسحاب منه قبل خمس سنوات”.

أضف تعليق

Your email address will not be published.

آخر المقالات من عرب تريبيون