بعد السماح برفع الآذان في مساجد نيويورك .. المسلمون جزء لا يتجزأ من المجتمع الامريكي

(أنتم أحرار في ممارسة شعائركم الدينية) .. انطلاقا من هذه العبارة التي قالها عمدة مدينة (نيويورك) إريك آدمز مخاطبا الجالية المسلمة رفع الأذان بمكبرات الصوت الخارجية لأول مرة في المدينة ليؤكد أن المسلمين جزء لا يتجزأ من المجتمع الامريكي.
وبعد هذه العبارة وقع عمدة مدينة (نيويورك) في 20 أغسطس الماضي مرسوما برفع الأذان عبر مكبرات الصوت أثناء إقامة صلاتي الجمعة والمغرب خلال شهر رمضان من دون تصريح مسبق مخاطبا المسلمين بالقول “نحن مصممون على منحكم الاعتراف الذي تستحقونه”.
وبذلك تصبح (نيويورك) ثاني ولاية أمريكية بعد (مينيسوتا) التي وافق مجلس مدينتها (مينيابوليس) في أبريل الماضي على السماح لمساجد المدينة برفع الأذان عبر مكبرات الصوت للفروض الخمسة يوميا.
وكان لهذه الخطوات صدى إيجابي لدى جميع المسلمين ولاسيما الجالية المسلمة في الولايات المتحدة التي تعد منذ القدم بوابة عبور للمهاجرين القادمين إليها وبوتقة انصهار لمختلف الشعوب لما تتمتع به من تعددية ثقافية تضمن حقوق الاقليات والجاليات المختلفة.
وفي هذا السياق أكد مندوب دولة الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة السفير طارق البناي في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الاربعاء أن “إعلان عمدة مدينة نيويورك إريك آدمز عن المرسوم يعد محل تقدير وإجلال كبيرين إذ يجسد المعرفة المطلقة عند الجميع بسماحة الدين الإسلامي الحنيف القائم على مبادئ السلام والمودة والتراحم بين البشرية جمعاء”.
وثمن السفير البناي الذي يشغل أيضا منصب رئيس مجلس أمناء (المركز الثقافي الإسلامي) في مدينة (نيويورك) هذا الإعلان باعتباره “دليلا على المشاعر الرفيعة والنبيلة التي يكنها العمدة آدمز تجاه المسلمين عامة والجالية المسلمة المقيمة في مدينة نيويورك”.
وأعرب عن الاستعداد للمساهمة في دعم جهود عمدة مدينة (نيويورك) في هذا الشأن قائلا إن “المدينة تعد مقرا للأمم المتحدة كما يوجد بها المركز الثقافي الإسلامي الذي لا يزال يعمل منذ افتتاحه قبل عقود على تقديم الخدمات المجتمعية والخيرية لأهالي وسكان المدينة”.
من جانبه قال مدير (المركز الثقافي الإسلامي) في مدينة نيويورك محمد مرسي في تصريح مماثل ل(كونا) إن “الخطوة التي اتخذها عمدة نيويورك استثنائية وتكفل بموجبها العدالة للجالية المسلمة بسماع الأذان من المساجد إلى جانب تخصيص أماكن للصلاة في المؤسسات التابعة لبلدية نيويورك”.
وأكد مرسي أهمية رفع الأذان “جهرا” في ضواحي المدينة موضحا أن “معظم المساجد هنا لا تتخذ شكل المساجد بصورتها العمرانية المعهودة”.
وقال إن “بعض المساجد في نيويورك يخصص لها طابق ضمن وحدة سكنية وقد يمر العابر بجانب اي من تلك المساجد من دون أن يدرك ان تلك دور عبادة للمسلمين”.
وأوضح أن (المركز الثقافي الإسلامي) يقع في قلب منطقة سكنية بحي (منهاتن) وهو ما يضع عقبات عند رفع الأذان بالمكبرات الخارجية مضيفا أن الإدارة التابعة للمركز سبق أن تلقت بعض الشكاوى من قبل سكان المنطقة بحجة “الإزعاج” نظرا لإقامة الأذان خمس مرات على الصعيد اليومي.
وذكر مرسي أن دولة الكويت تدير المركز من خلال تمويل أنشطته الخيرية ونشاطاته المختلفة والخاصة بالجالية المسلمة معربا عن عميق شكره وامتنانه للاسهامات الكويتية البارزة في مجال العمل الخيري الإنساني الذي يمثل إحدى الركائز الأساسية لسياستها الخارجية.
من جهته اعتبر إمام مسجد المركز الإسلامي في نيويورك سعد جالو هذا الحدث “فخرا للأمة الإسلامية وخطوة كبيرة أسفرت أخيرا عن نيل المسلمين مطلبهم بسماع الأذان بعد سعيهم الطويل بداية منذ ولاية عمدة مدينة نيويورك الأسبق مايكل بلومبيرغ ومرورا بخليفته بيل دي بلازيو ووصولا الى إريك آدمز”.
وقال جالو في تصريح ل(كونا) إن “الأذان أشبه بنداء سماوي له أثره الخاص على قلب المسلم إذا أمعن في كلماته علاوة على أنه مبعث للطمأنينة والسمو الروحي ودعوة للفلاح .. فهناك العديد من الأفراد الذين بحثوا في ماهية ديننا الحنيف واعتنقوا الإسلام إثر سماعهم إقامة الصلاة في باحات مساجد مدينة نيويورك”.
وأضاف أن المركز الإسلامي في نيويورك يعد الوجهة الأولى للجالية المسلمة في الولاية التي بلغت نحو مليون شخص بالتزامن مع ازدياد دور العبادة للمسلمين بنسبة حوالي 40 بالمئة معربا في الوقت ذاته عن الشكر لدولة الكويت حكومة وشعبا على الجهود الكبيرة التي تبذلها من أجل رعاية المركز وتمويل أنشطته وسد احتياجاته.

أضف تعليق

Your email address will not be published.

آخر المقالات من عرب تريبيون